إبراهيم غالي يعترف… وقيادته في مهب الريح 

هذا أشْوين، هذا أفْسيَّدْ، هذا بلاء، وتخلف، هذا أتْعويليلْ، هذا ليس مزايدة من أجل التضليل هذه حقيقة” بهذه العبارات باللهجة الحسانية التي معناها ( هذا قبيح، هذه حماقة، هذا بلاء، هذا تخلف، هذه بلادة) تلكم كانت أهم العبارات التي بدأ بها إبراهيم غالي إجتماعا له بالمخيمات، مما يؤكد بأن الأمور أصبحت خارجة عن السيطرة وتنذر بإنفجار كبير، لأن  حديث إبراهيم غالي بهذه البنبرة جاء نتيجة ما أصبحت عليه قيادة البوليساريو منذ سنتين نتيجة النكبات السياسية و الديبلوماسية التي تلقتها هذه القيادة، كما أن حديث إبراهيم غالي عن عصابات المخدرات والجريمة المنظمة، أمور تأكدت على لسان رأس هرم قيادة الرابوني، مما لا يدع مجالا للشك بأن هذه القيادة تعيش أيامها الأخيرة في ظل التحولات العالمية. 

كما يجمع الكثير من سكان المخيمات هذه الأيام بأن  هذا التنظيم ذاهب إلى الزوال لعدم قدرته على الإستمرار والصمود في ظل التحولات، هذا فقد ذكرت عدة مصادر من المخيمات بأنه من المنتظر أن تشهد قيادة البوليساريو، تصدعا كبيرا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك نتيجة الفساد الذي تشهده قيادة الرابوني والذي غدته قاعدة العشيرة و القبيلة، التي تأسست عليها جبهة البوليساريو، هذا التصدع الذي سيظهر علناً، وحسب المعلومات الواردة من المخيمات، فإن من بين هذه الأسباب، ما سيتم الإعلان عنه من تعيينات ستهم ما يسمى بالسلك الدبلوماسي، وحسب التسريبات الأولية فإن التعيينات ستنحصر في سد ما تسميه قيادة البوليساريو بالشغور، لأن التغييرات الكبيرة التي روج لها من طرف قيادة البوليساريو لن تتم بسبب رفض الكثيرين ترك مناصبهم. الوهمية.

وفي هذا السياق يبدو أن خرجة إبراهيم غالي الأعلامية بالمخيمات ما هي إلا جزء مما تعيشه القيادة في مراحلها الأخيرة، نظراً للفساد الذي ضرب أطنابه، الذي فسح المجال لمافيات أصبحت مختصة في تهريب المخدرات وبمباركة قياديين من البوليساريو، ناهيك عن تغلغل التنظيمات الإرهابية في نسيج سكان المخيمات. 

هذا في الوقت الذي أصبحت فيه أصوات ما يسمى بالمقاتلين ترتفع كاشفة هي بدورها عن حجم الفساد الذي تعيشه والذي تقوده مافيا من قيادة البوليساريو متخصصة في بيع المساعدات الإنسانية، و المساهمة في الإنفلات الأمني بالمخيمات للتغطية على جرائمها، وذلك بإستعمال الرصاص الحي، وحرق ممتلكات سكان المخيمات، الأمر الذي جعل الحياة تزداد صعوبة بهذه المخيمات، ناهيك عن الوساطات للحصول على تأشيرات الدخول لأوروبا و خصوصا إسبانيا، بالمقابل، كل هذا ينذر بأن  قيادة البوليساريو تعيش أنفاسها الأخيرة، حسب مجموعة من سكان المخيمات التي تترصد الوضع بفارغ من الصبر من أجل النزوح عن مخيمات تندوف.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة