الجيش الجزائري يقتل صحراويين عن سبق إصرار و ترصد
صرح احد الناجين من مجزرة الجيش الجزائري، بأن طائرة هجومية، قامت في حدود الساعة الرابعة فجراً، بأطوار الجريمة، مؤكدا بأن القصف لم يكن عشوائيا أبدا، بل كانت الصواريخ الأربعة التي أطلقت على أربعة أمكنة في دائرة قطرها لا يتعدى أربع كلمتر مربع، موجهة أساسا و بشكل مباشر للأفراد، و هو ما جعل عدد الضحايا كبيرا.
معظم الضحايا كانوا من المجموعة التي ظنت أن المستهدف هي السيارات وأدوات يدوية للعمل يتم إستعمالها في عمليات التنقيب ، مما دفعهم للفرار نحو رأس كثيب رملي قريب منهم كي يصبحوا مكشوفين أمام من يوجه الطائرة المسيرة بأنهم أشخاص عزل لا يشكلون خطر على اي كان . و لم يكونوا يعلمون أن من يجلس خلف أزرار توجيه تلك الطائرة، ليس سوى “اجْوَيْنْدي” وهي تسمية يطلقها بعض من سكان المخيمات على الجيش الجزائري المجرم الدموي، والذي يستقي فكره من بقايا سفاحي العشرية السوداء في الجزائر.
يتأسف الشاهد قائلا : مات كل الذين توهموا أنهم سيسلمون لو كشفوا أنفسهم أمام الطائرة. كما أن الموت لاحق كل الذين حاولوا الفرار بالإضافة إلى إثنين آخرين عند مقر إستراحة مجموعات على بعد أربع كيلومترات من مكان التنقيب، لعلهما كانا “محظوظين” فقد تمزقت أجسامهم أشلاء و هم نيام و لم يعلموا بما حصل.
و لمٌا حل النهار حل بعين المكان جنود تابعين للجيش الجزائري لإتمام معالم الجريمة، مصحوبين بآلياتهم، فلم يكلفوا أنفسهم عناء نقل تلك الجثث أو معرفة هوياتها أو حتى سترها كما يفعل المسلمون لموتاهم، بل كان فعلهم فيها أشنع من عمل صواريخهم، فلم يزيدوهم إلا تنكيلا برفسهم و طمرهم بالرمال قبل أن يغادروا منتشين بنصرهم، وليتأكدوا كذلك من قدرة و كفاءة صواريخهم الموجهة التي أصابت أهدافها بدقة متناهية.
