صيد الأخطبوط هل ينتظر قرار إداري أم علمي ؟

تأجيل موعد إنطلاقة الموسم الشتوي لصید الرخويات إلى 20 دجنبر 2021، وذلك في إنتظار صدور قرار يحسم موعد إستئناف نشاط صيد الأخطبوط بالسواحل الوطنية ، فمن سيصدر القرار ؟
هذا ما قاله أحد المهنيين للموقع حيث أضاف أنه علميا القرار يصدر عن وزارة الصيد، معتمدة في ذلك بشكل قطعي على نتائج أبحاث المعهد العلمي للصيد “INRH” وأضاف المصدر أنه إستنادا للمؤشرات المقدمة من طرف هذا المؤسسة المختصة في البحث المخزون السمكي، تشير إلى أن إنتشار للأحجام الصغيرة يجعل من إنطلاق الموسم في موعده المحدد أمرا غير معقول، وبمثابة مجزرة في حق الكتلة الحية لهذا النوع من الرخويات (الأخطبوط ) .
إلى ذلك علق فاعلون جمعويون رافضون للقرار بالقول، ان تمديد الراحة البيولوجية، هو تمديد فترة الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به بمصيدة الأخطبوط، التي تعرف نشاطا متزايدا من طرف الكثير من القوارب غير القانونية بجهة الداخلة وادي الذهب.
كما ترى أطراف أخرى في القطاع ان تمديد الراحة البيولوجية هو فرصة الدقيقة الاخيرة لبعض الشركات المتخبطة في الديون من أجل محاولة بيع جزء من المنتوج المجمد من الاخطبوط في الأسواق الخارجية رغم صعوبة الموضوع تقنيا نتيجة الإنهيار المتتالي في الأسواق العالمية وتراجع الطلب في ظل جائحة كورونا .
الوزارة الوصية، وكذا الفاعلين القطاعيين سيجدون أنفسهم أمام كميات هائلة من الرخيويات في السوق حال إنطلاق الموسم بعد انفراط العقد من تحت يدي مندوبية الصيد بالداخلة ، فالقوارب العاملة في هذا الصنف تكاثرت وتضاعفت بأكثر من النصف وتجاوز مرتين عدد قوارب مخطط تهيئة مصايد الاخطبوط، ووفرت التعاونيات والجامعيات غطاء لصناعة وبناء اكثر من الف قارب بمختلف قرى الصيد في ظل عجز تام المصالح المتداخلة في الميدان البحري .
امام هذه الورطة القطاعية يرى محللون في قطاع التجميد ان الفترة القادمة اكثر قتامة سابقتها ، والانهيار في الاسعار مسلم به ، لأن العرض سيكون اكثر من الطلب ، وحتى ولو قلصت الوزارة من الكوتا القطاعية فلن تنقذ الوحدات الصناعية المدانة او على شفا الافلاس، لأن كل تقليص هو ترقيع لا اكثر ، مادام قطاع الصيد التقليدي الأكثر إنتاجا يفرخ يوميا مئات القوارب غير القانونية وتشتغل بشكل معلن امام مصالح الوزارة والإدارة المحلية.
فهل ستتجه الوزارة المعنية لحل اخر يتمثل في مد مزيد من الرخص للصيد التقليدي لمحاربة القوارب التي باتت تعرف بالمعيشية وتخرق بنود مخطط المصايد وتضرب أسطول الصيد اعالي البحار المنافس الشرس من أجل إرضاء الصيادين التقليديين.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة