حماس في مواجهة الذكاء الإصطناعي و دول عظمى

وجدت حماس نفسها مجددا أمام مواجهة، دول عظمى “كأمريكا، فرنسا، إيطاليا، أبريطانيا”، بعد إنهيار الهُدنة، بينها وبين وإسرائيل، التي بدأت بإرتكاب المجازر ضدّ المدنيين، وفي المناطق الشماليّة والجنوبيّة، بكل من البريج، ودير البلح والنصيرات وخان يونس ورفح، وهي المناطق التي كان من المُفتَرض أن تكون آمنةً حسب وعود إسرائيل، التي تسعى من ورائها دفع سكان غزة إلى نزوح جماعي، وفي الوقت ذاته تدعي أمريكا حرصها على المدنيين في القِطاع والغاية هو تخفيف للانتِقادات العالميّة المُتزايدة المُوجّهة إليها حاليًّا، بالإضافة إلى هذا الذكاء الإصطناعي، الذي يعد من بين اليات الحرب التي يمكن أن يتم إستخدامه في حق الأسرى الموجودين لدى حركة حماس، بعدما تخلصت “حماس” من عبء الأسرى من أطفال ونساء ومسنين، الأمر الذي بموجبه يكون قد فتح الباب أمام إسرائيل إلى الإعتماد على الذكاء الإصطناعي من أجل تحديد مكان الرهائن الباقين عند حماس بعد عملية التبادل التي تمت خلال الهدنة.

الهدنة التي أختلف في شأنها مهتمون ومحللون فمنهم من يرى بأنها “الهدنة” منحت لحركة حماس إعادة التّموقع، والحُصول على الوقود والأدوية، ورصد مواقع العدوّ العسكريّة داخِل القِطاع لوضع الخُطط اللّازمة لمُواجهتها، ومنهم من يقول أن الهدنة تمخضت عن المُفاوضات الغير مباشرة التي جرت بين حماس وإسرائيل وبرعايةّ أمريكيّة، وهذا يعني اعتِراف الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بحركة “حماس” كطَرفٍ رئيسيٍّ، وقوّةٍ عسكريّةٍ سياسيّةٍ إداريّةٍ حاكمة للقِطاع، ممّا ينفي كُل الأوصاف الأمريكيّة التي علقت بالحركة “كالإرهاب”، ناهيك عن الثقة بالنفس التي يتمتع بها الجانب الحمساوي، والاستِعداد لكل الاحتِمالات، بِما في ذلك إطالة أمَدِ الحرب.

وهناك طرف ثاني يرى بأن توقيف المُفاوضات، و إنهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس، التي كانت تريد وقفًا كاملًا لإطلاق النّار، من أجل التركيز على تحقيق شرطها، المتمثل في الجميع مُقابل الجميع، وتبييض السّجون الإسرائيليّة بالكامِل، بدلا من التفاوض حول الأسرى العسكريين، الذي لا يمكن الوصول إليه، عبر الهُدَن القصيرة، الأمر الذي كانت تراهن عليها إسرائيل، ناهيك عن تثبيت شرعيّة القِيادة الحمساويّة.

الطرف الثالث يقول بأن إسرائيل غرقت في وحلِ غزة، وهذا الكلام يؤكده كل من “لويد أوستن” وزير الدفاع الأمريكي، و”توماس فريدمان” الكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة والخبير في شُؤون الشّرق الأوسط الذي عمل مُراسِلًا للصّحيفة نفسها في بيروت لعدّة سنوات.

بالإضافة إلى هذا البحث المُستَميت، الذي تقوم به حُكومة نِتنياهو لمخرج من أجل تسويقه للرّأي العام المرعوب والمُعارض جله لهذه الحرب، نظرا لما لحق إسرائيل يوم السابع من أكتوبر 2023 حين إنهار السّور الإسمنتي والإلكتروني الحُدودي مع القِطاع الذي كلّف بِناؤه مِلياريّ دولار، مع أسْر 250 نفر بينهم جِنرالات وجُنود.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة