حكومة ألمانية وعودة دفء العلاقات مع المغرب

نقل موقع DW الألماني عن مصادر دبلوماسية،أنه بعد التغيير الحكومي، بدأت برلين ترغب في فتح صفحة جديدة من أجل العودة إلى علاقات جيدة وواسعة مع المغرب، وأضاف الموقع أنه منذ مارس 2021 قام المغرب بتعليق كافة أشكال التواصل مع التواجد الدبلوماسي الألماني بالمغرب، وبالرغم من أنه لم يصدر أي بيان صحفي أو تصريح لوزيرة الخارجية الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك حول العلاقات المغربية الألمانية، لكن ماقامت به وزارة الخارجية الألمانية مؤخرا بهذا الخصوص هو أكثر من مجرد خطوة رمزية، ويبعث الأمل في إعادة الدفء إلى العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية.

فقد صرح دبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الألمانية بالقول: من وجهة نظر الحكومة الألمانية فإن من مصلحة البلدين العودة إلى العلاقات التقليدية الجيدة و الواسعة.
وبعد أيام قليلة من تولي الحكومة الجديدة في ألمانيا مهامها، والتي يتزعمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويشارك فيها حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، قامت وزارة الخارجية الألمانية بتحديث المعلومات الموجودة على صفحتها الرسمية بخصوص العلاقات الثنائية مع المغرب. وجاء في هذا التحديث : المغرب حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب، سياسيا وثقافيا و إقتصاديا، وتضمن التحديث الجديد على صفحة وزارة الخارجية الألمانية عبارات لم تكن موجودة على الموقع سابقا مثل بالنسبة لألمانيا والإتحاد الأوروبي فإن المغرب “شريك مركزي” في شمال إفريقيا. ففي العشر سنوات الاخيرة قام البلد “بإطلاق العديد من الإصلاحات” ويلعب دورا مهما في الاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة”.

ورغم كل هذا الثناء، فإن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمر بأوقات صعبة في الوقت الراهن بسبب قضايا خلافية لا تقتصر فقط على ملف الصحراء المغربية، بل تشمل أيضا قضايا أخرى، وهو ما جعل الحكومة المغربية تقوم بسحب سفيرتها في برلين شهر مايو الماضي.

كما قامت الرباط بتعليق كافة أشكال التواصل مع السفارة الألمانية هناك. وبررت وزارة الخارجية المغربية آنذاك هذه الخطوة بأنها جاءت بسبب “إقدام ألمانيا مرارا على أعمال معادية للمصالح العليا للمملكة المغربية”.

ومن ذلك موقف ألمانيا من ملف الصحراء المغربية . ففي آواخر عام 2020 وقبل مغادرته لمنصبه، قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاعتراف من جانب واحد بسيادة المغرب على الصحراء وهو ما جعل ألمانيا تدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن، وهذا ما أزعج المغرب.

وحول الموقف الحالي من قضية الصحراء المغربية أكد الدبلوماسي الألماني عن موقف بلاده السابق والذي لم يتغير منذ عقود، مشيرا إلى أن ألمانيا تدعم جهود المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا في “مساعيه للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين”.

بالمقابل يوجد على موقع وزارة الخارجية الألمانية إشارة إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب عام 2007، حيث إعتبر الموقع أن المغرب من خلال مبادرة الحكم الذاتي قدم “مساهمة مهمة” في حل النزاع.
وهناك العديد من الجوانب تبعت على التفاؤل في استعادة العلاقات الدبلوماسية الألمانية المغربيةكامل نشاطها. فالمغرب يعتبر في نواح كثيرة بمثابة المحرك لمنطقة شمال إفريقيا بأكملها. وقد شهدت البلاد منذ سنوات عديدة تعاونا ناجحا مع ألمانيا في مشاريع تنموية كثيرة.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة