شهر أبريل المقبل سيؤكد خسارة البوليساريو


لعل غياب الأرقام في البيانات التي تصدرها قيادة البوليساريو من غنائم و ضحايا و حتى وجود توثيق حقيقي لم ترفق بأي بيان، مما جعل الكثير من المهتمين والمتتبعين لقضية الصحراء، يرون بأنه رغم بلوغ قيادة البوليساريو للبيان رقم “100” من حربها الإفتراضية، الشيء الذي يؤكد أنه لا وجود لأي حرب كما تدعي قيادة الرابوني، و حسب هؤلاء فإن الحرب التي تدعيها الجبهة ماهي إلا محاولة لشد أنظار سكان المخيمات بتيندوف و منح حقنة زائدة لمناصري قيادة البوليساريو بالأقاليم الجنوبية، و بعض الداعمين لها بأوروبا، هذا في الوقت الذي يقر فيه هؤلاء المهتمين بأن الحرب الحقيقية هي الحرب الديبلوماسية و السياسية و الحقوقية و الإعلامية، التي تخوضها الأطراف المغرب و قيادة البوليساريو و من ورائها الجزائر (الجنرالات)،
فبالرغم من تجنيد قيادة البوليساريو لبعض الأشخاص بالأقاليم الجنوبية تحت يافطة (حقوق الإنسان ) لكن هذا الجانب الحقوقي الذي تم شل قدراته من طرف السلطات المغربية، لما تم التفطن للأسلوب الذي كانت تقوم به البوليساريو بواسطة (حقوقييها) ، حيث كان يتم إعتماد عامل الإستفزاز للسلطات الأمنية بالأقاليم الجنوبية و يستغل إعلاميا إلى حد بعيد، هذا الأمر تمت معالجته من طرف أهل الشأن الأمني بهذه الأقاليم، كما أن هؤلاء المهتمين يؤكدون أن العامل الآخر الذي جعل المجال الحقوقي الذي كانت تلعب عليه قيادة البوليساريو، قد إنكشف للجميع و خصوصا الذين كانوا (يقتاتون) من ورائه، ناهيك عن إتضاح الصورة للكثيرين من الذين كانوا مندفعين وراء الطرح الإنفصالي، مما جعل الفكرة بما فيها المجال الحقوقي، الذي غدته أسس قبلية مما أفقد الطرح الحقوقي مكانته بهذه الأقاليم التي كانت تعول عليه البوليساريو كل ما لزم الأمر (مثلا كلما إقترب التقرير الأممي)، ناهيك عن الدعم الذي أصبح يصل إلى هولاء الحقوقيون المزعومون بطرق تفصيلية لكل جناح من هؤلاء الحقوقيون، و الدليل حسب العارفين بخبايا قيادة البوليساريو، و كذلك المهتمين بقضية الصحراء فإن الورقة الحقوقية التي كانت تستعملها قيادة الرابوني، قد شهدت إنتكاسة كبيرة في الآونة الأخيرة، خصوصا التقسيم الإطار الحقوقي على نفسه، و الدليل هو أنه خلال أحداث الگرگرات حاولت جبهة البوليساريو تحريك هذا المكون الحقوقي لكنها لم تفلح و كان جد محدود.
هذا في الوقت الذي يرى الكثيرون بأن أهم الحرب الموجودة حاليا هي الحرب الديبلوماسية، بالإضافة إلى الإعلامية، لكن هاذين الجانبين تراجعهما لعدة أسباب منها العقلية الشوفينية للقيادة و غياب الرأي الآخر و حرية التعبير و الرأي.
كما يؤكد هؤلاء المهتمين بأن الكثير من الداعمين الأوربيين أصبحوا يتساءلون عن ما يقع بالرابوني من إختطافات، ناهيك عن وجود آراء أخرى تبحث عن حل وسطي لقضية الصحراء، هذا الرأي الذي تصنفه قيادة البوليساريو في إطار “الخيانة”،
سياسة المقعد الفارغ التي كان يعتمدها المغرب سابقا لم تعد مما جعل قيادة البوليساريو تفقد طريقة الإقناع.
الحرب الديبلوماسية
المغرب، تحرك دؤوب بينما البوليساريو من ورائها الجزائر تحاول الاستفاقة من هول الصدمة التي لحقت بها
جبهة إفريقية المغرب دخل بقوة، ربح مواقع و بلدان، أغلبية مريحة لإزاحة تأثير الجزائر و جنوب إفريقيا.
أوروبا هذا مسار يشهد تطور منذ إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة