سموم الغاز الصخري الجزائري …هل تضر المغرب ؟


بعزمها الشروع في إنتاج الغاز الصخري، تكون الحكومة الجزائرية قد فتحت معركة أخرى مع الشعب؛ فبعد أن فشلت حكومة سلال السابقة في مواصلة المشروع سنة 2015، بعد أن اكتسحت المظاهرات أرجاء  الجزائر، ولم يستطع حتى المسؤولين زيارة بؤر الاحتجاج؛ مما استدعى تدخل الرئيس الجزائري السابق بإعلانه تجميد المشروع، حيث عملت الحكومة الجزائرية اليوم على التخفيف من حدة الاحتقان الذي ولّد إصرار أويحي على تفعيل المشروع هذا، وذلك عبر إصدار بيانٍ من الوزارة الأولى لتنوير الرأي العام حول  خطوة الحكومة، حيث ذكرت الوزارة الأولى آنذاك  أن استغلال الغاز الصخري لا يكون إلا بعد استشارة سكّان الجنوب، ومتهمةً رافضي المشروع بالمحرضين، من جهته قال رئيس حركة مجتمع السلم السابق «عبد الرزاق مقري» أنّ الجزائر لا تملك تكنولوجية استخراج الغاز الصخري، أي أنهم مع تدمير البيئة يريدون التفريط في السيادة، من جهتها اعتبرت زعيمة حزب العمال «لويزة حنون» المعتقلة حاليا ان مخطط أويحيى المعتقل هو الآخر ان استغلال الغاز الصخري خطرًا على الجزائر، وعرف مشروع استخراج الغاز الصخري رفضًا شعبيًّا كبيرًا؛ ما قد يفتح بابًا جديدًا في  صراع السلطة مع الشعب.
وكان الخبير والمستشار الدولي ورئيس مكتب الدراسات والمساعدات التقنية والاستشارات، مبارك مالك سراي، قد صرح في وقت سابق لإحدى الصحف الجزائرية ان ما أقدمت عليه الحكومة بمثابة “عملية انتحارية تهدد أمن البلاد سياسيا واقتصاديا”، منتقدا اللجوء إلى هذا الخيار في هذا الوقت بالذات، رغم عدم وجود أي أولوية للتنقيب عن الغاز الصخري، ما دامت الجزائر تزخر بطاقات أخرى حيوية. 
ورجح سراي تسرع الحكومة الماضية في اتخاذ قرار إنتاج الغاز الصخري إلى استسلامها لضغوطات سياسية من بعض الدول، التي تسعى لجر الجزائر إلى مستنقع الفوضى، موازاة مع التطورات الأمنية لدول الجوار، على غرار مالي وليبيا، ومحاولة خلق حالة من اللا استقرار بجنوب الجزائر.
وقال المتحدث إن الجزائر “ليست جاهزة لاستغلال الغاز الصخري لعدة اعتبارات”، منها “انعدام كفاءات متخصصة في المجال”، ناهيك عن “انعدام أحدث التقنيات التي تسمح في التحكم في هذه الطاقات”، إلى جانب “غياب قاعدة صناعية تسمح باستغلاله، وفك الخناق على الغاز العادي”، مشيرا أن كل الدراسات أكدت على المخاطر الاقتصادية والبيئية التي يخلفها استغلال الغاز الصخري، كونه يهدد بتلويث الثروة المائية، بسبب صعوبة التحكم في الغاز المتسرب، بسبب نقص التقنيات اللازمة، لاسيما وأن  أزيد من 250 نوع من المواد الكيمائية تستخدم لتفجير الصخور واستخراجه، الأمر الذي “سيؤدي حتما لوقوع أمراض وأوبئة تهدد حياة المواطن”.
مستدلا غلى ذلك بالقول إن “الولايات المتحدة، رغم حيازتها التكنولوجيا اللازمة، وتقدمها العلمي، توقفت عن استغلاله، بعدما أدركت خطره على البيئة”.
وأضاف أن “الغاز الصخري لن يحقق أي فوائد اقتصادية، بسبب التكاليف الباهظة لاستخراجه”، داعيا في ذات الوقت إلى “وجوب تحويل الأغلفة المالية المخصصة له لتمويل مشاريع أخرى، تمكن من الحصول على منافع اكبر وبأقل التكاليف”.
من جهته، حذر عبد الكريم شلغوم رئيس نادي المخاطر الكبرى، من تبعات استغلال الغاز الصخري، لما يسببه من أخطار جمة، نتيجة اختلاط المواد السامة التي تستخدم لاستخراجه مع المياه الجوفية، داعيا الحكومة إلى برمجة لقاءات ومنتديات، وفتح نقاش وطني، يجمع خلاله كافة الخبراء، وبحث المنافع التي ستتحقق، والمفاسد التي تترتب عنه، وتساءل في ذات السياق عن الأسباب التي تقف وراء إصرار الحكومة على استخراج الغاز الصخري.
ويذكر ان عقد استخراج الغاز الصخري تم توقيعه بين سوناطراك الجزائرية وبريتش بتروليوم وإيكينور (شتات أويل سابقا)، من أجل استغلال وتطوير هذه الموارد غير التقليدية في حوض يقع بالجنوب الغربي للجزائر”.
وحسب الشركة فالعقد جاء ليجسد رغبة الأطراف الثلاثة في استغلال الموارد التي كشفتها دراسة بين سوناطراك وبي بي أعدت عام 2013.
وتمتلك الجزائر احتياطات ضخمة للغاز الصخري في الجنوب بصفة خاصة، لكن احتجاجات شعبية على المشروع لأشهر بين 2014 و2015 بدعوى خطره على البيئة.
وكان تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية حول احتياطات المحروقات غير التقليدية صدر عام 2014، أكد “أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الصين والأرجنتين من حيث احتياطات الغاز الصخري القابلة للاسترجاع”.
وحسب التقرير، أن الاحتياطات المقدرة بـ19.800 مليار متر مكعب تقع أساسا في أحواض مويدير وأحنات وبركين وتيميمون ورقان وتندوف جنوبي البلاد.
وفي اخر خرجات رئيس الجزائر الجديد كشف أنّ سياسة الغاز الصخري بالصحراء الجزائرية أول بوادر انطلاقها كانت خاطئة، ما خلّف رد فعل سلبي من المواطنين.
وأعرب تبون، أنّ استغلال الغاز الصخري قضية متشعبة لكن الإستثمار فيه أفضل من الاستدانة من الخارج مما يشير إلى انه مقيد بما تم الاتفاق عليه خلال حكومات عبد العزيز بوتفليقة ، وهذا موضوع سيزيد من تأزم علاقته مع الحراك الشعبي وسكان الجنوب ، تصريح تبون جاء خلال استقبال ا مدراء ورؤساء المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة الأسبوع الماضي حيث أوضح أن استغلال الغاز الصخري لن يشكل خطرا على المواطنين.
أين استشهد بتجارب بعض الدول على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية في استغلال هذا الغاز.
مشيرا في ذات السياق، أنّه هناك أيادي بالغت في تخويف وتغليط الجزائريين، خاصة سكان الجنوب.
واذا كانت منطقة الجنوب الغربي و تيندوف ستشهد مثل هذا الاستثمار المضر بالبيئة وحياة السكان وهي مناطق متاخمة للمغرب ترتبط معها من حيث الأودية والمياه الجوفية ويستثمر المغرب بها مشاريع ضخمة للفلاحة مثل المخطط الأخضر ومشاريع عملاقة للنخيل ، فما هي انعكاسات ذلك عليه ، وهل المياه الجوفية بالمغرب الشرقي معزولة بشكل لاتتسرب إليها سموم الغاز الصخري بالجنوب الغربي للجزائر ….أسئلة بلا شك تسجيب عنها وزارة أخنوش في القريب العاجل .

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة