إلى أين يتجه المسؤولون بخليج الداخلة و الخرسانة تزحف عليه ؟

يعتبر خليج الداخلة، أحد أبرز المواقع الطبيعية والسياحية بجهة الداخلة وادي الذهب، و الذي تم تصنيفه منذ سنوات موقعا محميا ضمن اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة وكانت تتوق بعض فعاليات المجتمع المدني بجهة الداخلة وادي الذهب إلى الانضمام إلى النادي الدولي الذي يعتني بهذا النوع من الخلجان، لكن للأسف هذا الخليج أهم شيء تعزز به مؤخرا هو عدد كبير من الفنادق السياحية التي تم تشييدها على طول هذا الخليج الشيء الذي سيحرمه مما تطمح إليه البعض من فعاليات المجتمع من اجل تصنيفه ضمن بعض الخلجان المحمية ،لكن الخرسانة التي بدأت تزحف على الخليج ساهمت في بداية تدمير بيئي ممنهج بدأ يأتي على ما هو إيكولوجي نتيجة مشاريع لم تراعي الوضع البيئي لهذا خليج الذي كان من المفروض على المسؤولين العمل على تثمين هذا الخليج بدلا من قتل السياحة الاستكشافية ، والسياحة البيئية، فضلا عن التحفيز لاحتضان وتنظيم مؤتمرات وتظاهرات ومنافسات دولية من مستوى عال في مختلف المجالات،
من أجل حماية هذا الخليج . فبالرغم من كون خليج الداخلة يختلف كثيرا عن باقي الخلجان لكون هذا الخليج يتميز بمحيطه الطبيعي والمجالي،الذي يمزج المجال الصحراوي البديع الذي جعل أهلا بطبيعته. لعل الخايح بموقعه الإيكولوجي الفريد، الذي يفتح ذراعيه لممارسي الرياضات البحرية من سائر أنحاء العالم الغير معقلنة سيؤثر مستقبلا على التنمية المستدامة و على المحيط والتوازن الإيكولوجي. لأن “خليج الداخلة”، الذي يمتد على طول (37 كلم طول- 14 كلم عرض) وعلى مساحة (40 ألف هكتار)، يعد الوحید من نوعه في سائر منطقة شمال إفریقیا.
و الذي یحتضن العدید من الأنواع النباتات والحيوانية المعرضة لخطر الانقراض على المستويين الوطني والدولي، نتيجة ما أصبح يشهده من عمران (وحشي) لم يراعي الوضع البيئي الذي هو في حالة خطر كبير بالرغم من تميز و تنوع الخليج البیولوجي الكبیر، إذ یتیح مجالا لتكاثر أزید من 120 نوعا من المحار و41 نوعا من الأسماك، كما یعد موقعا لعبور الطيور المهاجرة التي بدأت تعزف عن هذا الخليج نتيجة ما يعرفه من ضغط ،و كان مكانا مفضلا لتكاثر وتعشیش آلاف الطیور المائیة، لكنها هي الأخرى أصبحت تهاجر كما هو الشأن لعدد من الثدییات البحرية خصوصا الدلافین التي لم تعد تشاهد في هذا الخليج.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة