بعد أربع سنوات بالسجن تاجر مخدرات من مالي يجر معه شخصيات وازنة

قام تاجر المخدرات الكبير والذي يلقب بـ “إسكوبار الصحراء”، وإسمه الحاج أحمد بن إبراهيم، مولود سنة 1976 في كيدال بدولة مالي، بجر شخصيات مغربية مرموقة في عالم الرياضة والسياسة، إلى سجن “عكاشة” بالدار البيضاء، في ملف ثقيل بدأ قبل 13 سنة، وذلك بعد ما فجره بارون المخدرات في الأشهر القليلة الماضية، بعدما أمضى أربع سنوات من التفكير في زنزانة سجنه بالجديدة، حيث يقيم منذ سنة 2019، حسب أسبوعية “جون أفريك” بالإضافة إلى الإعلام المغربي.

  القصة بدأت فصولها حين قدمت “الفرقة الوطنية للشرطة القضائية” أمام الوكيل العام للملك  25 شخصا على رأسهم سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بينهم 7 في حالة إعتقال و18 شخصا في حالة سراح.

من هو “الحاج أحمد بن إبراهيم”؟

من أب مالي و أم مغربية أصولها من مدينة وجدة، وأب من دولة مالي، وكان “الحاج” يعيش حياة بسيطة مثل أي ابن لراعي إبل، لكن الصدفة لعبت دورها حين لقائه بمشاركين في رالي باريس دكار، لـيشق طريقه، بتعميق معرفته بالصحراء، بضبط لهجات الأزاواد والتعرف على القبائل والوقوف على تفاصيل الساحل الإفريقي، ليتمتع بذلك بمقومات قليلا ما تجتمع في شخص واحد، ومكنته من وضع يده على مناطق واسعة من المنطقة، مما مكنه بسرعة من الانتقال إلى مستوى ثان من العمل بإستغلال معرفته بالصحراء في تجارة المخدرات، حيث بدأ في إستعمال الطائرات الصغيرة لنقل الكوكايين في البداية من أمريكا اللاتينية إلى الغرب الإفريقي، وساحل العاج والسينغال وغينيا بيساو والسيراليون، كما تمكن من تحويل كميات من هذه المخدرات سواء برا عبر مالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر، أو بحرا عبر السواحل المغربية ثم أوروبا، ويصبح بذلك بسرعة من أكبر تجار المخدرات في القارة.

“إسكوبار الصحراء” فتحت التجارة الدولية للمخدرات أعينه على العالم وبدأ يعيش حياة الأثرياء، تزوج بابنة مسؤول عسكري بوليفي كبير، وربط علاقات مع النساء في كل بلدان عمله، يقال إن له ابنا في كل بلد، ووسع ممتلكاته بشراء جزيرة خاصة في غينيا وشققا في البرازيل وروسيا وأراضي في بوليفيا.

كما قام بتوسيع قائمة ممتلكاته التي قادته إلى المغرب ليشتري “فيلا في الدار البيضاء وشققا في مسقط رأس أمه وجدة، وحصة في فندق فاخر في إسبانيا، وقرر أن يدرس وحصل على شهادة من جامعة بريطانية.

وكان دخول بارون المخدرات المالي إلى المغرب عبر اقتناء عقارات فيه، بداية تقاربه سنة 2010 مع منتخب في جهة الشرق وآخرين في الشمال والوسط وبالتحديد الدار البيضاء، هذا التقارب كان الهدف منه توزيع القنب الهندي، ووزع بالفعل كميات تتراوح ما بين 30 و40 طنا في عمليات تتم ما بين ثلاث وأربع مرات سنويا.

خمس سنوات بعد ذلك، جرى توقيفه في موريتانيا، وقررت محكمة العاصمة نواكشوط عدم الاختصاص، وتلك كانت بداية التوتر مع معارفه المغاربة، الذين اتهمهم بالاستيلاء على ممتلكاته وتدبير مكيدة له حيث حجزت السلطات المغربية 40 طنا من المخدرات في محطة استراحة في الجديدة، تم شحنها على متن مركبات تابعة لشركة كانت في ملكيته، لكنه باعها لمنتخب الشرق الذي لم يغير البطائق الرمادية للشاحنات، وهو ما قاد المالي للتوقيف فور وصوله للمغرب، حسب ما أوردته مجلة “جون افريك”

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة