ما موقف السلطات بالداخلة من الهجرة السرية؟


تبدأ عملية الهجرة السرية من مناطق في تخوم الصحراء بكل من جهتي: الداخلة و العيون بضواحي مدينة بوجدور، حيث قامت مافيا تهريب البشر بحمل الأخشاب مفككة على متن سيارات ذات الدفع الرباعي من أجل صناعة الزوارق التقليدية على شاكلة تلك التي تستعمل من طرف الصيادين بالشقيقتين موريتانيا أو السنغال، التي حجمها يختلف عن نظيراتها بالأقاليم الجنوبية حيث أصبحت هده المناطق أورشا لصناعة القوارب الغير شرعية ، و التي تسمح لحمل أكبر عدد من البشر و التي تصل حمولتها في غالب الأحيان إلى حوالي 60 نفرا حسب مصادر مهنية، و حسب ذات المصادر فقد أكد هؤلاء المهنيين بأن صاحب كل زورق أعد للهجرة السرية من سواحل مدينة الداخلة، يحصل على عشرون ألف درهم لكل راغب في الهجرة السرية ، إلى ما يعادل ميلون من درهم كمردود عن كل شحنة بشرية في إتجاه جزر الكناري. و حسب بعض وسائل الإعلام الإسبانية التي كشفت عن إحصائيات تصل لحوالي 18 ألف شخص وصولا إلى جزر الكناري في ظرف شهرين الاخرين . كما أكدت ذات المصادر بأن تجارة البشر بهده الجهة قد فتحت الشهية أمام العديد من الأسماء التي إختارت هذه ” التجارة” الشيء الذي يتطلب فتح تحقيق من طرف الفرقة الوطنية من أجل الكشف عن العديد من الأسماء “الوازنة” التي تتستر عليهم جهات بهده الجهة، كما تساءلت ذات المصادر عن غياب المراقبة من طرف كل الجهات المتداخلة بهذا الإقليم، التي سمحت لهذا العدد الهائل الذي مر من سواحل مدينة الداخلة، كما تحدثت ذات المصادر عن رقم معاملات شهدتها بعض مؤسسات تحويل الأموال لفائدة المرشحين للهجرة.
كما تساءلت ذات المصادر عن السر الذي دفع الآلاف من الراغبين في الهجرة إلى التوجه لمدنية الداخلة دون غيرها من المدن الساحلية التي تعتبر جد قريبة من أرخبيل كناريا، هذا في الوقت الذي عبر مهنيون آخرون عن وجود أمر وراء هذا العدد الهائل من المهاجرين بمدينة الداخلة، كما لا يخفي آخرون بأن التساهل الحاصل و التواطيء بين بعض الأجهزة حسب تعبير هؤلاء، مكن مئات الراغبين في الهجرة بان يقيموا بفنادق و شقق مفروشة و بالأكواخ ببعض نقط تفريغ الأسماك التي تسمى “قرى للصيد”، كما تصادف آخرون على قارعة الطريق في إتجاه مدينة الداخلة، في إنتظار دورهم لمعانقة المصير المجهول، و هناك من ألقي عليهم القبض من طرف رجال الأمن بالمدينة، و هناك من كان حظه اكبر هو في ضيافة أحد المهربين. وكشفت ذات المصادر عن وجود ورشات لصناعة الزوارق بقرية الصيد “انترقف” في أماكن بأكواخ ذات مساحات تسمح بهذا النوع من الاعمال.هذا في الوقت الذي لم تخفي في مصادر الموقع عن سيارات تتكفل بنقل المهاجرين السريين من داخل مدينة الداخلة صوب نقطة إنطلاقة هؤلاء، والتي تمر عبر حواجز أمنية، كما تساءلت ذات المصادر عن سر إلغاء أحد الحواجز الأمنية بالنقطة الكيلومترين التي تسمى 25 خلال اليومين الآخرين .و حسب المعلومات الواردة فغن مئات المرشحين للهجرة السرية، يتم نقلهم غالبا من منطقة “لكراع” حوالي 175 كلم شمال الداخلة عبر سيارات خاصة إلى نقط التهريب.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة