مغربية الصحراء كتاب جديد للمؤرخ الفرنسي “بيرنار لوغان”

صدر مؤخرا بفرنسا عن “منشورات إليبس”، كتاب جديد للمؤرخ الفرنسي بيرنار لوغان، يستعرض فيه حُجَجا ومعطيات تهم مغربية الصحراء، من خلال طرح أكاديمي يقوم على أسئلة بمضمون تاريخي ومعطيات جيوسياسية تقدم الإجابات المقدمة بخصوصها إضاءات حول خلفيات النزاع مدافعا فيه عن الحقوق التاريخية للمغرب في الصحراء، مع تحميله إسبانيا وفرنسا، باعتبارهما قوتين استعماريتين سابقيتين، مسؤولية تفتيت المغرب، متوقفا عند الدور الذي يلعبه النظام الجزائري على مستوى “مواصلة” مشروع “الجزائر الفرنسية” بالمنطقة منذ 1962.

كما قام الكاتب من خلال كتابه على فضح الجزائر وحمل إسبانيا وفرنسا مسؤولية بتر تراب المملكة المغربية إبان الإستعمار

الكاتب حين أراد أن ينجز هذا العمل، إنطلق من طرح عشرة أسئلة حول قضية الصحراء، من أجل تقديم إجابات صائبة ومعقولة حول واقع وتاريخ المنطقة والتحولات التي شهدتها بفعل الاستعمار، خصوصا بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعرفون هذه القضية، ويتخيلون أن الصحراء الغربية هي أرض يستعمرها المغرب، بينما الحقيقة تقول إنها أقاليم مغربية انتزعها الاستعمار.

كما أخذ الكاتب الفرنسي العبرة من التاريخ، من خلا إعتماده على كتب ابن خلدون، أحد أبناء المنطقة خلال القرن الرابع عشر الميلادي 1332 / 1406، ليحاول الوصول إلى فهم خلفيات النزاع، والانتصار للحقوق التاريخية للمملكة المغربية في أرض الصحراء، بعيدا عن المزايدات. بل إن استحضار التاريخ، في مثل هذه القضية، يمَكن المهتمين من فضح “التناقضات” التي تسكن أطروحات “المغامرين” باستقرار المنطقة ومستقبل أبنائها، الشيء الذي ينطبق، من جهة نظر لوغان، على الجزائر التي تقول بضرورة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وفي نفس الوقت تنتقد الاستعمار وتتغني بمقاومته وإخراجه من المنطقة.

يتوقف لوغان عن لازمة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، ليقدم عددا من التوضيحات في الموضوع، مشددا على أن الأمر يتعلق بالدول الناشئة، وليدة الاستعمار، كالجزائر، وليس على الدول التي كان لها حضور وحدود ووجود قبل دخول الاستعمار، كالمغرب الذي يعود تاريخه، دولة وأمة، إلى قرون سابقة.

الكتاب لوغان، يقول بأن الصحراء هي منطقة انتزعها المستعمر من المغرب، محملا في نفس الوقت كل من إسبانيا وفرنسا مسؤولية بتر مناطق من المغرب، وسلبها إياه. وبالنسبة للوغان فإن الصحراء الغربية هي جزء من الصحراء الكبرى التي انتزعها الاستعمار من المغرب. لقد تم في الواقع عزل المغرب إلى حد كبير، سواء من قبل فرنسا أو إسبانيا، عن عمقه الصحراوي، وخاصة أقاليمه الواقعة بين فكيك ومنطقة توات من جهة، وكذلك بين درعة والحدود الحالية لموريتانيا ومالي من جهة أخرى.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة