المغرب لن ينجر إلى مبارزة من هذا القبيل لأنه سيربح المعركة دون أن يدفع فيها أي ثمن

نشر محمد قال ولد القاضي ولد أگاه، أحد ضحايا سجون الرشيد، على صفحته بالفيس بوك تدوينة بخصوص ما أقدمت عليه الجزائر مؤخرا وكتب قائلا: في خطوة تصعيدية ضد المغرب أعلنت الجزائر عن افتتاح مكتب تمثيلية لما اسمته ( جمهورية الريف ) وهذا الاعلان قد يعتبر – من ضمن أمور كثيرة – ردة فعل متأخرة على مذكرة سبق وأن وزعها المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الامم المتحدة يدعو فيها إلى تمكين الشعب القبائلي من تقرير مصيره وذلك ردا على مداخلة ممثل الجزائر حول قضية الصحراء ؛ لكن هل سيقف الأمر عند هذا الحد ؟
مما لا شك فيه أن المغرب يمتلك السلاح نفسه وعلى جبهات عدة داخل الجزائر في الشرق وفي الجنوب ولكنه لم يفكر لعدة عقود في استعماله فقد ظل يرفض الاعتراف بأهم فصيلين من دعاة انفصال القبائل عن الدولة الجزائرية وهما ( الماك ورشاد ) بل لم يقبل أي تواجد لهما على الاراضي المغربية ولكن بعد الخطوة الجزائرية المستفزة هل سيغير المغرب موقفه ويسير في طريق الرد بالمثل ؟
في اعتقادي أن المغرب لن ينجر إلى مبارزة من هذا القبيل لأنه سيربح المعركة دون أن يدفع فيها أي ثمن فالجزائر هي الخاسر وهي من سيدفع الثمن باهظا فنتائج خطوتها المتهورة ستنعكس سلبا على اللحمة الشعبية بين مكونات المجتمع الجزائري فلا يعقل ان يقف الانفصاليون الجزائريون وهم يتفرجون على حكامهم يشجعون الانفصال في جارهم في حين أنهم محرومون من حقهم في تقرير مصيرهم . ثم أن هناك فرق شاسع بين مطالب سكان الريف المغاربة ومطالب الأمازيغ الجزائريين ففي حين أن مطالب المغاربة هي مطالب اجتماعية تتعلق بالحفاظ على الهوية الأمازيغية واعطاء أهمية اكبر لتنمية مدنهم بينما القبائل في الجزائر لديهم الانفصال كمطلب اساسي ويعتبرون الدولة قوة استعمارية .
بهذه الخطوة يكون الحكام الجزائريون قد حفروا حفرة في طريق جارهم و هم لا محالة واقعون فيها ، وكأني بناصر بوريطة يضع مقصه جانبا ويصحب معه عمر هلال إلى الجامع لتلاوة ما تيسر من القرآن فيفتحان المصحف على قوله تعالى : وكفى الله المومنين القتال … صدق الله العظيم

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة