السفير المغربي يشيد بالعلاقات المغربية الموريتانية أمام فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية الجديد
أشاد اليوم الخميس السفير المغربي بموريتانيا، بالمجهودات التي قام بها فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية، السابق وعلى رأسه السيدة زينبو بنت التقي التي أبلت وفريقها بلاء حسنا وكانوا حريصين على إتمام مهامهم بجدية واقتدار، وذلك أمام أعضاء الجمعية الوطنية الموريتانية، وبحضور كل من وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، و والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، ونائب رئيس الجمعية الوطنية، كما أنتهز سفير المملكة المغربية الفرصة لتقدم التهاني للمنتخب الوطني الموريتاني على إنجازه التاريخي الذي حققه بتأهله إلى دور الثمن في كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.
كما أشاد سفير المملكة المغربية لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتي تستمد قوتها وحصانتها من الإرث المشترك المتمثل في وشائج القربى التي تربط بين الشعبين الشقيقين وفي الروابط الثقافية والروحية العريقة والضاربة في القدم، وهو الرأسمال الحقيقي المشترك الذي تنفرد به العلاقات بين المغرب وموريتانيا.
كما أكد السفير المغربي حميد شبار خلال كلمته أمام أعضاء الجمعية الوطنية بأن هذه العلاقات تستمد قوتها من الحرص الدائم لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل رسم آفاق واعدة لشراكة مغربية موريتانية قادرة على رفع التحديات التي تواجه البلدين الشقيقين في فضائهما الإقليمي والقاري.
وعلى المستوى السياسي والمؤسساتي، فقد أضاف السفير في كلمته بأن هذه العلاقات الثنائية تعرف زخما كبيرا، يتجلى في الدينامية الملحوظة في ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة خلال الثلاث سنوات الخيرة، حيث
سجلت أكثر من 70 زيارة رسمية متبادلة لوزراء ومسؤولين سامين للبلدين، منها حوالي 30 زيارة خلال سنة 2023، وكانت آخر هذه الزيارات تلك التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، للمملكة المغربية يوم الاثنين 22 يناير 2024، حاملا رسالة شفوية من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما ذكر سفير المملكة المغربية بأنه خلال هذه الزيارة، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، على “أن العلاقات المغربية الموريتانية علاقات استثنائية لا مثيل لها على المستوى الإقليمي، وتكتس ي أهمية خاصة بالنسبة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يحرص على تطويرها على كل الواجهات”، مضيفا “أن مسألة دعم العلاقات المغربية كانت دائما حاضرة في تعليمات وتوجيهات جلالته من منطلق الروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين”، كما قال السيد الوزير بأن “جلالة الملك يعتبر أن لموريتانيا دور ومكانة في إطار مبادرة جلالته المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الطلسي“.
وينعكس المستوى المتميز للعلاقات السياسية أيضا على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، حيث ناهزت المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا خلال سنة 2022 قيمة 300 مليون دولار أمريكي، محققة بذلك نسبة نمو بلغت %58 بالمقارنة مع سنة 2020.
وأشار السفير المغربي بأن المستثمر الأول بموريتانيا هي المملكة المغربية، على المستوى الإفريقي وهو حاضر عبر قطاعات مهمة مثل الاتصالات والأبناك وتحويل وتثمين منتجات الصيد البحري وقطاع الزراعة وقطاع إنتاج الإسمنت ومواد البناء وتوزيع الغاز المنزلي بالإضافة إلى توزيع المواد البترولية، دون إغفال دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في مواكبة التطور الاقتصادي الذي تشهده موريتانيا، ولاسيما في قطاع الخدمات.
كما أكد السفير بإن البلدين يتقاسمان القناعة بأن الوضعية الراهنة للتعاون الاقتصادي لا ترقى إلى المستوى المطلوب ولا تعكس حقيقة ما يتوفر عليه البلدان من مؤهلات وفرص وإمكانيات، بالإضافة إلى الجوار الجغرافي وترابط المصالح المشتركة، وأيضا بفضل الترسانة القانونية الغنية والمتنوعة التي توفر أرضية صلبة للتعاون بين البلدين.
كما أكد السيد السفير بإن المملكة المغربية تطمح إلى الارتقاء بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى مستوى شراكة استراتيجية تستجيب للتطلعات والطموحات المشتركة للشعبين الشقيقين، كما أكد على ذلك صاحب الجلالة، في برقية التهنئة السامية الموجهة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة احتفال موريتانيا بعيد استقلالها. وتتطلع المملكة المغربية أن تروم هذه الشراكة الاستراتيجية بناء فضاء يسوده المن والاستقرار ويحقق الازدهار والرخاء والتكامل الاقتصادي، مع الحرص على تذليل كافة الصعوبات والقضاء على كل العراقيل التي تحول دون الانسياب الطبيعي للاستثمارات والسلع والخدمات بين الجانبين لضمان توسيع وتنويع الشراكة القائمة بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وتنزيلا لهذا المبتغى، فالبلدان بصدد الإعداد لعقد دورة جديدة للمنتدى الاقتصادي والاستثماري المغربي الموريتاني، بنواكشوط، وتشجيع تبادل زيارات الوفود والبعثات الاقتصادية والتجارية والتقنية والمشاركة في المعارض التجارية التي تقام في البلدين، حيث يتم حاليا الإعداد كذلك لتنظيم الدورة الثانية للمعرض التجاري والاقتصادي للمغرب بنواكشوط خلال هذه السنة.
كما ذكر السيد السفير، بسعي البرلمان المغربي بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس المستشارين، إلى ترسيخ العلاقات البرلمانية ومواصلة تعزيز أواصر التعاون والصداقة مع الجمعية الوطنية في الشقيقة موريتانيا، حيث شهدت سنة 2022 التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس المستشارين والجمعية الوطنية الموريتانية، بمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس مجلس المستشارين على رأس وفد برلماني مهم، لنواكشوط خلال الفترة من 15 إلى 19 يوليوز 2022، حيث أعطت هذه المذكرة دينامية جديدة للعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، واتفق الجانبان بموجبها على إحداث منتدى برلماني مغربي – موريتاني كفضاء للحوار والتداول في كل القضايا التي ترتبط بتعزيز التعاون وتوطيد الشراكة بين البلدين في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما شكلت زيارة رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية السابق للمملكة المغربية خلال الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2022، محطة مهمة في دينامية التواصل بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الشقيقين، وفي هذا الباب، سيقوم رئيس مجلس النواب المغربي، خلال اليام المقبلة، بزيارة عمل لموريتانيا تلبية لدعوة كريمة من رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية.
كما عرج السفير المغربي على الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية-المغربية، الذي عقد ندوة بالجمعية الوطنية يوم 7 يوليوز 2022 تحت عنوان: “واقع وآفاق العلاقات المغربية الموريتانية” بحضور شخصيات وازنة من برلمانيين وممثلي قطاعات حكومية موريتانية، وكانت هذه الندوة مناسبة لي كسفير لجلالة الملك، نصره الله، للمساهمة مع بقية المشاركين في تقييم حصيلة عمل البلدين، في مجال التعاون المؤسساتي والدبلوماسي، وفي المجالات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما شجع السيد السفير على مواصلة هذا الزخم في العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين في كافة المجالات، ونوه بما تحقق، كما يطمح إلى المزيد من تعزيز أواصر التعاون والصداقة سواء على الصعيد الثنائي.
وعرج السيد السفير من خلال كلمته على مجموعة الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية، التي يتم الإحتفاء بها اليوم، وكذا تبادل الزيارات والخبرات، أو على صعيد العلاقات المتعددة الطراف، من خلال مواصلة الدعم المتبادل وتوحيد المواقف في المنتديات البرلمانية الدولية والإقليمية، مؤكدا الحرص التام في المملكة المغربية على مواصلة العمل والاستعداد لتقاسم الخبرات التي تم تراكمها من ممارسات فضلى ومعارف، سواء في إطار التعاون الدولي أو في إطار الموارد والكفاءات الخاصة بالبرلمان المغربي، وهو ما فتئ يؤكده الجانب البرلماني المغربي في كل مناسبة، من خلال بناء شراكات حقيقية وفاعلة بين المؤسستين التشريعيتين، ومرتكزين على رصيد المملكة في الاصلاح الدستوري والسياس ي والمؤسساتي، وفي العمل البرلماني.
وسيظل الرهان معقودا على هذه المجموعة إلى جانب نظيرتها المغربية لفتح آفاق جديدة للتعاون، تمكن ممثلي شعبي البلدين من المساهمة في توحيد الرؤى لإيجاد حلول وتقديم أجوبة لمختلف الإشكاليات المطروحة خاصة على المستوى الإقليمي، وبلورة أساليب كفيلة بوضع مقومات شراكة مثمرة تتجاوز الصيغ التقليدية لمجموعات الصداقة، وتؤسس لنماذج متقدمة ومتجددة للدبلوماسية البرلمانية، حسب تعبير السيد السفير حميد شبار.
