مبادرة الأطلسي ومجموعة دول الساحل الخمسة المنتهية الصلاحية

دشنت المملكة المغربية سياسة جديدة بخصوص محور “جنوب، جنوب”، من خلال المبادرة الملكية التي أطلق عليها مبادرة الأطلسي في وجه دول الساحل التي بقيت منذ استقلالها “حبيسة” رمال الصحراء والتبعية الخارجية.

هذه المبادرة رحب بها وزراء خارجية كل من دولة مالي والنيجر والتشاد وبوركينافاسو، خلال إجتماع مراكش، التي من شأنها أن توضح للجميع منطق الشراكة الفعلية التي يحتاج إليها القارة الإفريقية، وبالخصوص دول الساحل، التي تعيش على وقع أزمات سياسية وأمنية واقتصادية، جاء المغرب من جديد ليمد يده إلى شركائه الأفارقة، واضعا مؤهلاته أمامهم لنهضة الشعوب وتنميتها.

وحسب محللين فإن مبادرة المغرب جاء وقت بداية تفكك مجموعة دول الساحل الخمس، رغم إعلان الجارة موريتانيا يوم الأربعاء على لسان وزير البترول والمعادن والطاقة الناطق باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد أشروقه خلال تعليقه على نتائج مجلس الوزراء، بالقول: بإن مجموعة دول الساحل الخمس مازالت قائمة من الناحية القانونية، رغم انسحاب 3 دول منها (مالي وبوركينا فاسو والنيجر) مضيفا: بأنه ما لم يتم التراجع بشكل قانوني ونهائي عن الاتفاقية التي تأسست بموجبها، كما أشار بهذا الخصوص، إلى كلية أركان دفاع دول الساحل الخمس، والذي قال بخصوصها: بأنها ما زالت تحمل هذا الإسم حتى يتم إعلان التراجع عن الإتفاقية المنشئة لدول الساحل الخمس بكشل رسمي.

كما أكد بعض المحللين الإقتصاديين بأن مبادرة المغرب، إسطاعت أن تقدم نفسها كشريك “ناضج”، على غرار المنظومة الأوروبية، كما إعتبرت ذات المصادر بأن المبادرة سيتم العمل عليها من أجل إقناع باقي الشركاء “أوروبيين، وأمريكيين” لشغل الفراغ الذي بدأ يدب في الأوساط الإفريقية من طرف “فرنسا”.

محللون إقتصاديون وسياسيون يرون في مبادرة الأطلسي، التي أعلنها جلالة الملك، بأنها ستعمل على ضبط التوازن الاقتصادي والإجتماعي، ببجل دول إفريقيا وخصوصا دول الساحل التي كانت تشكل إلى وقت قريب تكتل مجموعة دول الساحل الخمس، التي أعلنت بعض منها فرك الإرتباط عن “المجموعة”.

مهتمون بالشأن الإفريقي يعولون على مبارة المملكة المغربية، التي تحاول إسعاف مجموعة ” ج 5 ” من خلال النفخ في روحها من جديد عبر تصور يعتمد على الإقتصاد لتحسين الأوضاع الإجتماعية المتهالكة بالعديد من دول المجموعة التي كانت وراء سلسلة من الإنقلابات والإضطرابات، والتي يحاول المغرب إعادة اللحمة الإقتصادية الإجتماعية قبل تفككها ومحاولة تجميعها في سياق مبادرة الأطلسي.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة