البوليساريو الفاتورة الباهظة بعد السمارة

رغم التعتيم الذي صاحب إستهداف مدينة السمارة بقذائف، من طرف جبهة البوليساريو، فإن بعض المهتمين بقضية الصحراء يجمعون بأن الحدث تقف ورائه البوليساريو، مما يضعها في صلب خيارات صعبة، منها “النفي” الذي لن ينطلي على أي أحد نتيجة الإحداثيات التي سيتم إستعمالها في التحقيقات، الأمر الذي سيرفع من سقف الفاتورة التي ستكلف قيادة البوليساريو بعد السمارة، والتي سيكون أولها وضع العلامة الرسمية للإرهاب، نتيجة سقوط ضحايا في صفوف مدنيين.

واعتبر مختصون في قضية الصحراء؛ بأن الحدث شكل عند المتعاطفين والحاملين لفكر جبهة البوليساريو تحول نوعي لدى القيادة ومقاتليها، لكون البيان رقم 901 الصادرعن القيادة العسكرية، تزامن مع حادث مدينة السمارة، الذي لا يمكن التشكيك فيه والذي أدى إلى مقتل مدني، وإصابة ثلاثة أشخاص أحدهم رجل مسن متقاعد.

ما حدث ليلة الـ 29 من أكتوبر2023، رهين بالنتائج التي سيتوصل لها الخبراء من تحاليل تقنية للمقذوفات ناهيك عن الإعتماد على بعض الإحداثيات، بما في ذلك سيناريوهات إستهداف مدينة السمارة.

كما أكد بعض العارفين بتضاريس المنطقة والذين يطلق عليهم عند أهل الصحراء إسم “بأمنير” بأن ما حدث لمدينة السمارة، يحمل إما بصمة تطور نوعي لسلاح حصلت عليه الجبهة، أوعملية تسلل تمت من منطقة “خنك السكوم” وين تركت المتجه نحو واد لبريكة، أو من منطقة وديان إفاشلن في إتجاه واد تركت، لأن هذه المناطقة كلها تعرف بتضاريس تضم خلجان وتساعد على التسلل، كما اعتبر هؤلاء بان الامر يدخل في اطار حرب العصابات التي تنتهجها البوليساريو.

كما أجمع الكثيرون بأن حادث مدينة السمارة، أدخل حقيقة قيادة البوليسايو في خانة الإرهاب الذي يهدد المنطقة من بابه الواسع، الشيء الذي يورطها أكثر مما يبرئها، مع وجود مقطع مصور فيديو تم تداوله مؤخرا على وسائل التواصل لملثم يرتدي زي عسكري ويتوعد بالقيام بعملية “إرهبية”.

وربط محللون بأن الحادث جاء بعدما تقدمت أمريكا بمسودة قرار مجلس الأمن، والذي يتهم جبهة البوليساريو بالتنصل من إتفاق وقف إطلاق النار بشكل منفرد، ويدعوها بلغة الأمر للعودة إلى وضع ما قبل 13 نونبر 2020، وأن الصين وروسيا لم تبديا معارضة شديدة لخمسة محاور جلها تتهم البوليساريو بمحاولة عرقلة جهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي، وتحاول زعزعة إستقرار المنطقة.

بينما جزم بعض المهتمين بأن قيادة البوليساريو فقدت دعم ائتلاف أحزاب “السومار” الإسباني بعد تحالفه مع “سانشيز” لتكوين الحكومة، واستجابت رئيسة الائتلاف لشروط رئيس الحكومة الإسبانية من أجل المشاركة في الائتلاف الحكومي، وتقضي بقبول رؤية “سانشييز” للعلاقات الخارجية مع الجار المغربي، وأن تدعم طلب إسبانيا بإحصاء ساكنة المخيمات.

وأمام هذا الحادث فقد أظهر المغرب، كما هو معتاد تفوقا كبيرا، من خلال بيانه الهادئ و المتوازن، و لم ينجرف خلف ما هو عاطفي و لم يظهر غضبه و لم يتوعد بالرد و لم يتهم جهة معينة، كما فعلت الجزائر حين استُهدفت الشاحنتين و قتل مواطنوها، و هددت بأن ذلك الفعل لن يمر دون عقاب، الأمر الذي رد عليه الرباط بيان يقول فيه أنه ستجري تحقيقا أمنيا و “بالستيا” لتحديد مصدر القصف، يعني إشراك أطراف دولية في التحقيق.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة