نماذج ضحايا موريتانيين ماتوا تحت التعذيب

قال محمد فال ولد القاضي ولد أگاه المعتقل السابق، بسجون جبهة البوليساريو، في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك: أن لائحة ضحايا سجون البوليساريو أطول وأكثر تشعبا من أن أفيها حقها من الحصر والتوضيح ولكن قصص أصحابها متشابهة في النهاية المأساوية التي آلوا إليها جميعا ، لذلك سآتي في هذه المرحلة على ذكر بعض الحالات التي عايشتها وإستقيت معلومات من ذوي أصحابها، كأعمر ولد محمد أبيطات (العطلة الأبدية)
سنة 1980 وبعد حصوله على شهادة البكالوريا في الرياضيات توجه أعمر ولد محمد أبيطات إلى مدينة انواذيبو لقضاء عطلة مع إبن عمه النقيب في البحرية الموريتانية محمد ولد أحمد سالم ولد محمد أبيطات ، ولا شك أن والده الثري والذي هو القائد التقليدي لمجموعته القبلية لم يكن يتوقع أن عطلة ابه النابغة ستكون عطلة أبدية لن يراه بعدها ، وأن المجهود الذي بذله في تربيته وتعليمه سيتبخر في لحظة من لحظات السادية التي يتلذذ بها قاتل في أرض بعيدة عن الدار يحكمها قانون الغاب الذي يطبقه القتلة والشياطين ، ولم يسمع عنه من خبر بعد التحاقه بصفوف البوليساريو سوى اسمه الذي ورد ضمن لائحة للقتلى بثتها إذاعة مغربية سنة 1990 ، وستة سنوات بعد ذلك أسلم الوالد الروح لبارئها علها تلتقي روح فلذة كبده في العالم الآخر.
بالإضافة إلى عالي ولد محمد ولد آشليشل الذي
إلتحق بصفوف البوليساريو وهو بالكاد يبلغ سن الرشد وبعد أن أكمل التدريب العسكري التحق بالناحية العسكرية الثانية وظل يقاتل في صفوفها إلى تم توقيفه لتتم تصفيته في معتقل الرشيد الرهيب تاركا وراءه أخته الوحيدة تنوح على فراقه ، وكان رفاقه في المعركة يثنون على شجاعته النادرة بالمقارنة مع عمره، ثم باب ولد الشيخ، الذي إنطلق بداية 1979 من مدينة لگويرة حيث كان يعمل مدرسا للغة الفرنسية إبان وجود الإدارة الموريتانية في إقليم وادي الذهب و بعد خروج موريتانيا من الحرب التحق بصفوف البوليساريو وعمل مدرسا في مدرسة 9 يونيو القريبة من مركز الرابوني وظل بها إلى أن تم اعتقاله بداية 1983 ويتم قتله في معتقل الرشيد ، وكان رحمه الله خلوقا يتعامل مع من هم حوله بكل احترام ويتمثل فيه الشخص الذي لا يريد علوا في الأرض ولا فساد فلم يشفع له ذلك في أن يصبح مجرد رقم في لائحة طويلة من ضحايا الحقد والإجرام الذي كان يمتاز به القتلة من قائدهم إلى البواب، أما أمان ولد الكويري هو أمان ولد محمد ولد الكويري ، سنة 1979 تاريخ التحاقه بصفوف البوليساريو لم يكن عمره يتجاوز 19 عاما وكان حاصلا على شهادة البكالوريا في الآداب العصرية وكان فتى أنيقا ولبيبا ، من وجهه تشع البراءة بحيث توحي قسمات وجهه بأنه أصغر من عمره الحقيقي ويوحي عقله ومعلوماته الدراسية بأنه أكبر من ذلك العمر بكثير . غير أن تلك الصفات لا تعني شيئا في قاموس من سخرتهم قيادة البوليساريو للتعذيب والقتل فقد مات هذا البرعم تحت سياطهم بعد أن اعتقلوه ضمن كذبة الشبكة الموريتانية الفرنسية سنة 1982 .
حين حضر شقيقه البخاري إلى مقر جمعية ذاكرة وعدالة لتقديم توكيل للجمعية قال بالحرف نخن لا نريد مالا فأموال الدنيا لا تعوض شقيقنا ولا نريد اعتذرا وإنما نريد معرفة الحقيقة والقصاص ممن كان مسؤولا عن قتله .

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة