صحيفة “لوفيغارو” الفخ المالي والهزيمة السياسية

تحت عنوان “الفخ المالي” إستهلت اليومية الفرنسية “لوفيغارو” الصادرة اليوم السبت مقالها الذي قالت من خلاله في إفتتاحية لها : إن الأمور لم تعد تسير على ما يرام بالنسبة لفرنسا في مالي، حيث تجد باريس نفسها في موقف شاذ يتمثل في دفاعها عن بلد لا يريد مساعدتها ويعقد عليها الأمور في كل فرصة ويثير الغضب الشعبي ضدها.
وأضافت الصحيفة الفرنسية (لوفيغارو) أن المجلس العسكري الذي أتى عقب الإنقلاب في باماكو قبل عامين يرفض إعادة السلطة إلى المدنيين في أجل قريب. وعقد إتفاقاً مع المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، الذين يسعون لإحتكار “المنافسة” . وتواجه مالي عقوبات إقتصادية ودبلوماسية من جيرانها الذين تتهم باريس بتحريكهم.
وأضافت الصحيفة، إن تتدخل فرنسا في مالي قبل تسع سنوات لم يكن من باب الكرم المطلق تجاه بلد كان في خطر الوقوع في أيدي القاعدة. بل إن هذا التدخل كان ثمرة لتحليل مصالحها ومصالح كل أوروبا لتجنب قيام “خلافة” ثانية تتشكل على جانبها الجنوبي في مساحة الساحل الشاسعة، وهذا الرهان لم يختف بعد.
ضربت القوات الفرنسية، تدعمها فرقة أوروبية تزايدت قوتها منذ عامين (قوة تاكوبا)، الجماعات الجهادية بشدة، مما أدى إلى القضاء على العديد من قادتها.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن تهديد الجماعات الإسلامية المتطرفة لم يتراجع في المنطقة، بل يمتد على العكس نحو الجنوب، حتى ساحل العاج وبنين.

كما إعتبرت “لوفيغارو” في إفتتاحيتها أن هذا الإختبار الطويل لفرنسا لم ينته بانتصار عسكري، بل بهزيمة سياسية. استسلم الشركاء الأوروبيون، الذين احتشدوا بصعوبة كبيرة من أجل هذه (القضية النبيلة) ، بشكل تدريجي.
وحسب الصحيفة فإن وزيرة الجيوش الفرنسية تبحث عن سبل مواصلة مهمة مكافحة الإرهاب، لكن لاشك أنها ستصطدم بالحقائق : نحن لا نساعد الآخرين رغماً عنهم.
سيكون على فرنسا بعد ذلك فقط مراقبة مالي من بعيد، والانتقال إلى حرب تكنولوجية للمراقبة عن بُعد والضربات الجوية إذا أظهر العدو طرف أنفه.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة