“فاغنر” لحماية السلطة العسكرية في باماكو…روسيا وفرنسا يتعاركان في مالي


تعتمد روسيا على مرتزقة مجموعة “فاغنر” للدفاع عن مصالحها في عدة دول أفريقية، وتحاول فرنسا، التي تورطت في مواجهة الجماعات المسلحة في مالي منذ عام 2014 من خلال عملية “برخان”، قطع الطريق على هذا التدخل من جانب موسكو. وترى روسيا في مرتزقة “فاغنر”، ومالكها مقرب من فلاديمير بوتين، “جيش الظل”، وتعول عليه السلطات الروسية للدفاع عن مصالحها. فبعد سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، تستعد موسكو لنشر مرتزقة “فاغنر” في البلد الإفريقي التالي: مالي. في 26 سبتمبر، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن باماكو قد اتصلت بـ “شركات عسكرية خاصة” روسية لتدريب جيشها ومحاولة تعزيز أمنه. ولم تشر باماكو إلى أي مفاوضات من هذا القبيل، لا تصريحا ولا تلميحا.
وبحسب وكالة “رويترز” الإخبارية، فإنه يتم التفاوض على اتفاق لإرسال ألف مرتزق تابعيم لمجموعة “فاغنر” المقربة من الكرملين إلى مالي، مسؤولين عن تدريب القوات المسلحة المالية وحماية السلطة الانقلابية العسكرية وتقديم الدعم الميداني أيضا. في المقابل، ستحصل الشركة العسكرية الخاصة، التي تأسست عام 2014 وبتمويل من أحد المقربين من الكرملين، على 9.15 مليون يورو شهريا والوصول إلى ثلاثة مناجم، بما في ذلك اثنان من الذهب في مالي.
ومثل هذا الترتيب، إن صحَ، ليس مفاجئا -وفقا لما أوردته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية-، إذ يبدو أنه قريب من الترتيب المستخدم في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تنتشر قوات “فاغنر” منذ عام 2018. ونقلت مصادر إعلامية أن الاتفاق على صفقة جلب المرتزقة الروس اكتمل بعد زيارة وزير الدفاع المالي ساديو كامارا إلى موسكو في أوائل سبتمبر الماضي. وبينما تسعى باريس إلى تقليص حجم عملية “برخان” عن طريق خفض الجنود المشاركين فيها إلى النصف بحلول عام 2023، فإنها تبدو قلقة ومتوترة من أي وجود لمرتزقة “فاغنر” قريبا من قواتها.

وهذا التشابك بين الروس والفرنسيين في مالي حول مرتزقة “فاغنر” يأتي في لحظة حاسمة، إذ إنه وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، يتعين على الحكومة المؤقتة في مالي، نظريا، إجراء انتخابات في فبراير المقبل، وإن ظهرت بوضوح إشارات التراجع عن التزاماتهم، وهنا ستكون مهمة مرتزقة “فاغنر”، في جانب مهم منها، هو ضمان سلامة السلطة العسكرية الانقلابية.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة