بعد التشاد أمن مجموعة الدول (5) على كف عفريت

لعل مقتل الرئيس إدريس ديبي رئيس دولة التشاد، الأسبوع الماضي منطرف متمردين، سيربك أجندة مجموعة من الدول الغربية التي لها إهتمام بالغ بإفريقيا، كما أن الأمن بهذا الجزء من القارة الإفريقية سيفتح الباب على مصراعيه بالنسبة لمجموعة الدول الخمس(G5) ، لأن الحارس “الشبه أمين” الذي سبق و أن قاد تمردا وحرب عصابات ليصل إلى السلطة بانجامينا،قد تم إغتياله بنفس الطريقة من طرف المتمردين على نظامه اليوم، ويمكن القول بأن الطريق التي أوصلته للسلطة منذ ثلاثين عاما هي نفسها التي قتلته بالأمس، فهو بذلك شهيد طريقته.
الرئيس دبي وهو شرطي فرنسا الأول بمنطقة الساحل كما ينعته المثير من المحللين، وبالتالي فرنسا هي التي كانت وراء بقائه كل هذه الفترة كما صرح مرات بذلك.
كما كان الرئيس المقتول مزهوا دائما بالماريشالية العسكرية وبطريقة إستعراضية شبيهة بطريقة “بوكاسا”.
وحسب المتتبعين فقد عرف (إدريس ديبي) بإندفاعه الشديد في تأمين المنطقة من خطر الإرهاب والجماعات المتطرفة، هذا الإندفاع كلفه ثمنا غاليا وهو التضحية بإبنه في الحرب ضد هذه الجماعات على جبال الإيفوغاس بشمال مالي.
و بالرغم من مقتل “إدريس ديبي” على يد المتمردين القادمين من ليببا، فإنهم لا يحملون مشروعا ديموقراطيا ولا أمنيًا لاتشاد والمنطقة، بل يجسدون صراعا قبليا بين الزغاوة والتبو، كما سيفرزون حرب على نمط الحرب الليبية التي ربما ستستمر سنوات إلى حين يتوافق أمراء الحرب بينهم.
لأنه بعد مقتل”ديبي ” قامت جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت)، بمنحة مهلة، لحكام التشاد، حيث سيتم إستئناف العمل العسكري وإجتياح العاصمة انجامينا حسب تقارير إعلامية، التي قالت بأن المتمردين قد حذروا قادة الدول من حضور مراسم تشييع جثمان الرئيس السابق إدريس ديبي الذي قتل في المواجهات، وفق ما أعلن الجيش التشادي يوم الثلاثاء.
هذا فقد رفضت الجبهة القادمة من جنوب ليبيا، حيث كانت تتمركز منذ عدة سنوات، إنها ترفض «سياسة الأمر الواقع» التي يحاول الجيش فرضها بعد مقتل إدريس ديبي.
كما سبق وأن أعرب الإتحاد الأفريقي عن دعمه للمجلس العسكري الإنتقالي، كما ساندته فرنسا التي دعت إلى التهدئة وتنظيم مرحلة إنتقالية قائمة على الحوار والشراكة.
و في ظل الوضع السائد في التشاد، و تداعياته على المنطقة و الخوف من المجهول بالنسبة للكثير من العواصم الإفريقية و الأوروبية، وفيما تعيش العاصمة التشادية حالة من الترقب، فقد أعلن عدد من الرؤساء نيتهم الوصول إلى تشاد يوم الجمعة لتشييع جثمان إدريس ديبي، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي.
هذا فإن العديد من المحللين و المهتمين يرون بأن الوضع الذي خلف مقتل رئيس التشاد ستكون له إنعكاسات على جميع المستويات، حيث ينتظر أن تمجمع جنازة (ديبي) رؤساء دول الإقليم بهدف دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة، أم أن الوضع سيخرج عن السيطرة ليتطلب سنوات و تعيين مبعوث أممي لقريب وجهات نظر المتحاربين.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة