تدونة “أبا بشرايا” تؤكد إصابة البوليساريو بإضطرابات في الهوية


خلف تأسيس حركة صحراويون من أجل السلام التي قرر ما يزيد عن مائة من الأطر والضباط وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، إلى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الاسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان تأسيسها، حالة إضطراب في هوية جبهة البوليساريو، أصابت الشعارات التي كانت ترفعها منذ نشأتها 1973 بالإضافة إلى هذا شل الفكر القبلي،
الشيء الذي جعل قيادة البوليساريو تجد نفسها فوق “بركان” من الأفكار الناضجة التي لا تعتمد على الإقصاء و لا على النزعة القبلية، الأمر الذي جعلها تدفع ببعض من قياداتها من أجل إيقاف هذه الإضطرابات التي أصابت هوية “جبهة البوليساريو” حيث إجتهدت بعض من قيادات الجبهة بين مدافع عن المشروع الوطني، و إعادة الأسطوانة القديمة التي مل منها الجميع، و بين تلفيق تهمة التخوين و العمالة للمغرب، كل هذا ناتج عن ما خلفته رياح التغيير التي حملتها مجموعة من الصحراويين تنادي بالسلام، مخلفة إضرابات قوية في هوية و إيديولوجية عقيدة جبهة البوليساريو، و هذا ما عبر عنه مؤخرا “ابا بشرايا” في تدوينة له حسابه بالتوتير قائلا:
البوليساريو حركة تحرير وطنية، ليست حزبا سياسيا ولا تتبنى إيديولوجية محددة بمعزل عن الكفاح من أجل تحقيق هدف إستقلال الصحراء الغربية. لذلك فهي تتسع لكن الصحراويين المؤمنين بذلك الهدف وربما ذلك ما يفسر بقاءها واحدة موحدة بوجه عوتي وعواصف الماضي. كانت وستبقى، بالفعل روح الشعب.
هذه التدوينة التي دفعت الكثيرين إلى التفاعل معها و التعليق عليها، حيث يرى البعض من هؤلاء أن الأمر لا يغدو أنه تباكي و محاولة التأثير في نفوس الكثيرين لكي لا يحيدوا عن (سلوك و نمط قيادة البوليساريو) نتيجة صدمة و هول ما خلفته الحركة من سجال داخل وخارج مخيمات الصحراويين بتندوف كان الفضل فيها لوسائل التواصل الإجتماعي، لأن صاحب التدوينة (أبا بشرايا) القيادي من جبهة البوليساريو لم يتبني فكرة الدولة فقد شطب عليها في تدوينته، على الرغم أنه يوجد في باريس و كان بالأمس القريب يدافع عن طرح البوليساريو باسم دولة و شعب، مما يؤكد مدى الضربة الموجعة التي وجهتها حركة الصحراوين من أجل السلام لهذا التنظيم الأحادي و الذي كان يقول بأنه هو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي. هذا التدوينة التي كتبها “أبا بشرايا” يقول بعض المهتمين بقضة الصحراء بأن قد خلقت عند صاحبها إرتباك و خلط في تحديد المفاهيم، حيث لم تعد اليوم البوليساريو دولة بل أصبحت حركة تحرير وطنية، كما أنها أي (حركة البوليساريو) ليست حزبا سياسيا ولا تتبنى ايديولوجية محددة، بمعنى أنه من يريد الانضمام لحركة الصحراويين من أجل السلام نحن كذلك في جبهة البوليساريو تتبنى نفس الطرح فلا داعي الانقسام، كل هذا يرى من خلاله المهتمون بأن قيادة البوليساريو أصبحت تشعر بالخطر الداهم نتيجة مدى قوة الحركة الجديدة و التي يظهر أنها شكلت في حقيقة الأمر حرج لقيادة كرست أربعة عقود من حياتها في التضليل و الكذب و المراوغة و طمس معالم الديموقراطية و حرية التعبير و التنقل و الرأي الأخر فأين المفر؟.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة