صيد الأخطبوط بالداخلة

المحيط الأطلسي في جانب وخليج هادئ في الجانب الآخر.. وفي مكان التقائهما في شبه جزيرة الداخلة بالصحراء الغربية تنتشر قوارب لصيد الأخطبوط أحد أشهى أصناف الأطعمة البحرية في المنطقة. 

الصيادون هنا يعملون في فرق ويضعون مصايدهم في الماء في وقت مبكر من الصباح ثم يعودون لجمعها في الظهيرة.

عبد الحق صياد مغربي من الدار البيضاء يعمل ضمن مجموعة لصيد الأخطبوط في الداخلة يقول “الطريقة الصحيحة لصيد الأخطبوط هي التي يستخدمها هؤلاء الصيادين. تلك هي الوسائل التقليدية وهي تختلف تماما عن الطرق التي تستخدمها سفن البحار العميقة التي تقلب قاع البحر حيث يعيش الأخطبوط. نحن لا نسبب أي ضرر والصيادون لا يلوثون أي شيء ولذا يكون المنتج نظيفا وتلك الزوارق الفردية تمارس الصيد المستدام.”.

وأنشئت محطة للوزن بالقرب من قرية الصيادين في الداخلة ليصل إليها الصيد من البحر مباشرة وذلك في إطار قواعد جديدة بدا تنفيذها في أواخر عام 2010.

وبعد عمليات الوزن يباع الأخطبوط بالمزاد لمشترين يأتي بعضهم من أوروبا.

مانولو فرنانديث تاجر اسباني من جاليثيا التي تتناقص في مياهها أعداد الأخطبوط. ويشتري فرنانديث الأخطبوط في الداخلة بالتعاون مع شريك مغربي وينقله إلى اسبانيا عبر مضيق جبل طارق.

وقال فرنانديث “إنه أخطبوط من نوعية جيدة جدا. نحن نعمل هنا كل عام وننقلها في العادة في شاحنات ونوزعها في كل أنحاء اسبانيا. نحن سعداء جدا بالنوعية لكننا لسنا مسرورين كثيرا من السعر لأنه مرتفع قليلا”.

ويتولى مفتشون فحص حصيلة الصيد وتسجيل الأخطبوط حسب نوعه ووزنه ويتأكدون من أن الإناث لا تحمل الكثير من البيض. ويتوقف الصيد عدة شهور في موسم التزاوج لإتاحة الفرصة للإناث لوضع البيض.

وتنص القواعد في الصحراء الغربية على وجود مصانع الفرز والتعبئة والتجميد بالقرب من محطة الوزن. ويفحص كل أخطبوط على حدة في تلك المصانع للتأكد من خلوه من أي تلوث نفطي. ثم تصنف الحيوانات حسب الوزن وتعبأ في صناديق من الورق المقوى.

ويتطلع حسين بن موسى مدير مصنع فريوكوندال لتعبئة الأطعمة البحرية إلى المزيد من التوسع في صيد وتصدير الأخطبوط الذي قال إنه مصدر مهم للعملة الصعبة ويفتح مجال العمل للكثير من السكان.

وتتولى عاملات في المصنع غسل حيوانات الأخطبوط بعد وزنها قبل تعبئتها في صناديق سعة خمسة أو عشرة كيلوجرامات تمهيدا لنقلها إلى منطقة التجميد.

ويفضل المستهلكون الاسبان حيوانات الأخطبوط الكبيرة بينما يفضل اليابانيون الأخطبوط الصغير في فصل الصيف. وقال بن موسى إن الاسبان واليابانيين يستهلكون لحم الأخطبوط بكثرة لأنه يحتوي على عناصر غذائية غير موجودة في أي طعام آخر. وأوضح أن المغاربة وأهالي الصحراء الغربية لا يقبلون على شراء الأخطبوط لعدة أسباب أهمها ارتفاع ثمنه.

ويقول الصيادون المحليون إن كميات الصيد تراجعت في الأعوام القليلة الماضية لكن الكميات الموجودة ما زالت كافية. 

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة