المغرب والصين. رافد آخر للتعاون الجنوب جنوب و دعم صيني للوحدة الترابية للمغرب.

أشاد معهد الدراسات الصينية بجنوب إفريقيا، بالزيارة التي يقوم بها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين، واصفا اياها بانطلاقة جديدة لشراكة و اعدة بين الرباط و بكين. وقالت تشيفا شدزونغا الخبيرة في المعهد الذي يقع مقره بستلنبوش (جنوب غرب) في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن زيارة العاهل المغربي للصين، تشكل انطلاقة جديدة لشراكة واعدة بين المغرب و الصين.  وأشارت إلى أن المغرب بات يفرض نفسه كشريك ذي مصداقية، نظرا للإنجازات التي حققها في عدة قطاعات اقتصادية.  واضافت أن الشراكة التي يجري إرساؤها بين المغرب والصين، تندرج في اطار المجهودات المبذولة من طرف البلدين، من اجل تدعيم التعاون جنوب جنوب، مسجلة أن هذه الشراكة الواعدة ستعود بالنفع الكثير على كلا البلدين. واغتنمت السيدة شدزونغا هذه المناسبة للتأكيد على أن الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب، يمنح أرضية مثالية للمنعشين الاقتصاديين الصينيين للانفتاح أكثر على أسواق اوربا و غرب إفريقيا. وفي هذا السياق، أشارت الخبيرة الصينية، إلى أن العلاقات المتميزة التي ربطت المغرب و دول المنطقة و خصوصا الحضور المغربي البارز في افريقيا الفرنكفونية، يمنح امتيازا “ثمينا” للشركات الصينية. كما ذكرت الباحثة بالدور الذي يمكن ان تضطلع به الصين لتسهيل ولوج المغرب إلى أسواق إفريقيا الجنوبية. وأضافت ان الحضور القوي للصين في هذه المنطقة من القارة الافريقية، يمكن ان يساعد الشركات المغربية الراغبة في توسيع نطاق نشاطها في هذه المنطقة، مذكرة بالدور الأساسي الذي سيتعين على القطاع الخاص الاضطلاع به لتعزيز الشراكة الجديدة بين المغرب و الصين.

من جانبه أكد الجامعي الفرنسي كريستوف بوتان ، أن الزيارة التي يقوم بها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى الصين، تعكس إرادة المغرب في تنويع شركائه الاقتصاديين والاستراتيجيين.
وقال بوتان في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء إن الدبلوماسية المغربية تتطور وتحرص على الحفاظ على التوازن الضروري.
وأضاف أنه بتنويع الشركاء يرغب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أن يكون بمقدور بلده الاقدام على خياراته بكل استقلالية وسيادة.
وقال بالنسبة لهذه الزيارة يجب عدم إغفال أن الصين لها مثل المغرب طموحات افريقية.
ووقع صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الصيني كسي جينبينغ، امس الاربعاء ببكين اعلانا مشتركا يتعلق بإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.  وترأس قائدا البلدين بالمناسبة مراسيم التوقيع على عدة وثائق للتعاون الثنائي ذات صلة أساسا بمجالات القضاء والاقتصاد والمالية والصناعة،والثقافة والسياحة والطاقة والبنيات التحتية ،والشؤون القتصلية.

وكتبت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية، تمثل مناسبة لإبراز تلاقي المصالح الاستراتيجية للبلدين، خاصة في إفريقيا، وذلك من خلال إرساء “تعاون ثلاثي الأطراف، يشمل على الخصوص المجالين الاقتصادي والأمني سواء بشمال أو جنوب منطقة الساحل والصحراء”.
وأكد أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، في مقال تحليلي بعنوان (في قارة إفريقية صاعدة، المغرب والصين ملتزمان من أجل شراكة قوية)، أن “بكين ترى تعزيز العلاقات المغربية الصينية من منظور التزام استراتيجي جديد للاضطلاع بدور أكبر في المجالين الاقتصادي والأمني سواء شمال أو جنوب منطقة الساحل والصحراء”.
وبعد أن ذكر بتوقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية، فخامة السيد شي جين بينغ، أشارت الصحيفة إلى أن المغرب ينوه بانخراط الصين في إفريقيا، مؤكدا أن “هذا الالتزام يتماشى مع المصالح الاستراتيجية للمملكة في القارة             “.
وأوضحت (هافينغتون بوست) أن “المغرب ينظر إلى إفريقيا، وخاصة إفريقيا جنوب الصحراء، كامتداد لعمقه الاستراتيجي والاقتصادي في هذا الجزء من العالم”، مبرزة التزام المملكة من أجل تعزيز الاستقرار والأمن، وكذا تحقيق الانتقال الديمقراطي بالعديد من بلدان القارة     .
ولاحظت الصحيفة أن المغرب شجع القوى العالمية الكبرى المهتمة بإفريقيا على العمل مع المملكة في إطار مخطط تعاون اقتصادي ثلاثي الأطراف، من خلال الاستفادة من المنصة الفريدة التي تمثلها المملكة، كمركز لريادة الأعمال والمقاولات ببلدان القارة     .
وأكدت الصحيفة، التي بثت على موقعها الإلكتروني مقطع فيديو للقناة التلفزية الصينية (سي سي تي في نيوز)، الذي يعرض الاستقبال الخاص الذي حظي به صاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، أن الصين عبرت، في هذا الصدد، عن اهتمامها الكبير بإقامة شراكات ثلاثية الأطراف مربحة للجميع، تشمل الرباط وبكين والبلدان الافريقية          .
ومن منظور سياسي، أشار كاتب المقال إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين “تستمد قوتها من تقليد مكرس بين الأمتين، يتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية”، مضيفا أن هذا المبدأ الأساسي يشكل “مؤشرا جيدا للآفاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين.”
وذكرت (هافينغتون بوست)، في هذا الصدد، بدعم الصين للوحدة الترابية للمغرب.

 

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة