“البوليساريو خط الشهيد” رسالة إلى قادة وزعماء الاتحاد الإفريقي.

وجه “البوليساريو خط الشهيد” رسالة إلى قادة وزعماء الاتحاد الإفريقي، الذين سيحضرون القمة 31 للإتحاد الإفريقي،بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وحسب الرسالة التي تتوفر الجريدة على نسخة منها  

 و التي تقول : أنه نظرا لما هو معروف لديكم (قادة و رؤساء ) من صرامة و جدية و مصداقية في التعامل مع مثل هذه النزاعات نحيطكم علما ببعض الحقائق التي قد لا يعلمها البعض حول أبعاد هذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم.

كما نؤكد لكم أن قيادة البوليساريو، التي يشارك رئيسها معكم في هذا المؤتمر، بعد مؤتمرها الأخير،أي جبهة البوليساريو، والذي قاطعناه كحركة تصحيحية تسمى “خط الشهيد” داخل البوليساريو، لكونه لم يكن سوى مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد، لكي تبقى نفس القيادة في مناصبها منذ أكثر من أربعين سنة، هذه القيادة لم تعد تمثل ما عدا نفسها ومصالحها، وبالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي فهي ليست ممثلا “شرعيا” “وحيدا” للشعب الصحراوي كما تزعم زورا و بهتانا،تؤكد الرسالة متسائلة عن ( من أعطاها هذه الشرعية الوحيدة ؟ ). فرئيسها الذي يشارك معكم مطلوب قضائيا من طرف المحاكم الأوروبية، نتيجة لجرائمه المتعلقة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بالمخيمات من اعتقالات وتعذيب واغتيالات وتصفيات جسدية للمعارضين خلال تقلده لمنصب وزير الدفاع بالبوليساريو. إذ هناك أكثر من 650 مفقودا في المخيمات من سنة 1975 إلى سنة 1991 تعرضوا لشتى أنواع التعذيب والتصفيات الجسدية المبنية على أساس قبلي من دون محاكمات. ما زالت قبور الضحايا منهم مجهولة حتى اليوم. ومصير المفقودين لا يعرف عنه شيئا ولم تقدم القيادة حتى اليوم لائحة بأسماء المفقودين والشهداء أو مصيرهم. أضف إلى ذلك المشاركين من البوليساريو في البرلمان الأفريقي، هؤلاء لا يمثلون أي تيارات سياسية على غرار كل البرلمانيين من عموم الدول الإفريقية، بحكم إنعدام الديمقراطية او التعدد بالبوليساريو او حرية الرأي والرأي الآخر . فكل ما هنالك : قيادة واحدة وحزب واحد وراي واحد، والتعيين في البرلمان الإفريقي لا يتم عن طريق إنتخابات، بل بالتعيينات من طرف القيادة أي لمن هم أكثر ولاء وطاعة للقيادة كمكافأة لهم على الطاعة والولاء

 نتشرف نحن الصحراويون المنضوون تحت لواء البوليساريو خط الشهيد، كحركة تصحيحية داخل البوليساريو ، تهدف لتحقيق العدالة والديمقراطية وفرض احترام حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، أن نتوجه لكم بهذه الرسالة، من اجل وضعكم في الصورة عن تمثيلية القيادة الحالية للبوليساريو و استهتارها بالمحافل الدولية . دون بسط معاناة المواطنين الصحراويين من جراء استمرار هذا النزاع الذي دام أكثر من اللازم ، وتأثيراته على أوضاعهم، وظروف حياتهم ومعيشتهم بالمخيمات، وذلك إيمانا منا بالدور الرائد للإتحاد الإفريقي، بكل مكوناته ومؤسساته في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان المعدومة حاليا بالمخيمات تحت سلطة تلك القيادة التي تتمسك بالسلطة منذ أكثر من اربعة عقود .

وانتهاكات تلك القيادة الصارخة لحقوق الإنسان يندى لها الجبين، كما تترجم ذلك متابعة المحاكم الأوروبية للكثير منهم عن تلك الجرائم ضد الإنسانية

 منذ أسابيع تم إغتيال الشاب الصحراوي المعارض : إبراهيم السالك ابريكة و زعمت زبانية القيادة انه إنتحر في زنزانته بالسجن ، وتم دفنه ليلا من دون السماح لعائلته بالمشاركة في مراسم الدفن او السماح بتشريح الجثة وهو ما دفع بانتفاضة شعبية ضد تسلط قيادة البوليساريو تم خلالها احتلال مقر الرئيس بالربوني. وقبله باسابيع تم تصفية شاب آخر وتحت نفس الذريعة وتم دفنه بسرية من طرف قوات الامن التابع للقيادة وهو الشاب محمد لامين ولد احمد ولد محمد الراضي. مما سبب إنتقادات كبيرة ضد القيادة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. وإنعدام العدالة والديمقراطية في مخيمات البوليساريو المسيطر عليها من طرف الجزائر التي إغتال جيشها بالرصاص الحي العديد من الشباب الصحراوي من المخيمات الذين يبحثون عن قوتهم اليومي عبر المتاجرة بين الحدود الجزائرية والموريتانية ، كان آخرهم الشاب لارباس عبد الرحمان الذي تمت تصفيته منذ ايام ولم يتعرض الجناة لا للتوقيف او المحاكمة.

 وبالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه منظمتكم لفض النزاعات عبر افريقيا والدور الفاعل لهيئاتها في استتباب الأمن والسلم بالقارة، فإننا ندعوكم أيها السادة والسيدات إلى :

الاستماع المباشر لرأينا في الوقت والمكان الذي تريدونه وترونه مناسبا، لكوننا نمثل شريحة هامة من المجتمع الصحراوي، ليكون حكمكم شاملا ومطلعا على كل الآراء رغم اختلافها وتباينها حول هذا النزاع بالصحراء الغربية، بدل الاستماع للرأي الواحد لقيادة البوليساريو في المخيمات

القيام بدور محوري من أجل إيجاد حل عادل ودائم للنزاع بالصحراء الغربية التي طال أمد النزاع فيها، وتتحمل أهالينا بالمخيمات العبء الأكثر من تأثيراته، حل يضمن الاستقرار في المنطقة ووحدة العائلات المشتتة منذ أكثر من اربعة عقود وفتح أبواب التنمية والاندماج بين شعوب المغرب العربي الكبير .

إننا، في خط الشهيد، نعتبر قيادة البوليساريو مجرد أفراد متمسكين بالسلطة ، و بعضهم مجرمون متابعون قضائيا ، يتاجرون بمعاناة أهالينا في المخيمات ، وكل يوم أو شهر أو سنة يمر، من دون حل لهذا النزاع، يعد جريمة إنسانية بحق نسائنا وكهولنا وأطفالنا الذين يعانون تحت الخيام منذ أكثر من خمس وأربعين سنة، في صراع لا يخدم ما عدا أولئك الذين يحسنون الاصطياد في الماء العكر من كل الأطراف..

 لذا ندعوكم إلى ضرورة الاستماع إلى وجهة نظرنا. و نأمل منكم ايها السادة والسيدات أخذ رأينا بعين الاعتبار، كجزء من الشعب الصحراوي بالمخيمات وبالخارج، ليكون الحل المرتقب شاملا عادلا ودائما.

فإذا كانت البوليساريو تمثل الشعب الصحراوي ، فإن هذه القيادة لا تمثل إلا نفسها، وبالتالي فليس لها الحق للتفاوض باسم الشعب الصحراوي مع الحكومة المغربية أوغيرها حول مصيرنا ومستقبلنا

لهذا ندعو الإتحاد الإفريقي، من خلالكم، لبعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للتأكد من كل هذا.

وندعوكم، للتعامل معنا واستشارتنا كفاعلين أساسيين نمثل جزءا هاما من الرأي العام الصحراوي بالمخيمات والخارج، في البحث عن حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية في نطاق المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وممثلي الصحراويين.

وفي إنتظار ردكم، تقبلوا منا اسمى آيات التقدير والإحترام

 

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة