في ذكرى وفاة محمد الخامس مدون يتحدث عن مقاوم و يعاتب المندوب السامي (لكثيري) .

هذه الصورة التي أخذت مع بداية الستينات لأحد رموز المقاومة و جيش التحرير بالجنوب الذي رسم حدثا تاريخيا سنة 1956 بمنزله الكائن بحي العمالة الذي إحتضن التوقيع على و وثيقة البيعة للمغفور له محمد الخامس و التي تلاها المرحوم القاضي ماء العينين لعتيق قاضي المدينة أمام حشد غفير من ساكنة طانطان تتقدمهم شابات متطوعات للتضحية من بينهن بناته خدوج و المرحومة فطيمة إلى جانب رفيقاتهن في النضال الحاضرات في الصورة أسفله وطائرات الاستعمار الاسباني تحلق فوق رؤوسهن على جو منخفض لترهيبهن و إرغامهن على خلو المنطقة تحت التهديد و المناضلات في زغاريت متواصلة وكأنهن يبحثن عن معانقة الشهادة أو التحرير     .
نسوق هذه الصور لهذا البطل رحمة الله عليه بمناسبة تخليد ذكرى وفاة المرحوم محمد الخامس تغمده الله برحمته التي تصادف اليوم العاشر من شهر رمضان من كل سنة و لإثارة الانتباه للذين يحاولون دفن تاريخ رموز هذا الوطن الذين كان همهم الوحيد هو رضي الله واستقلال الوطن لم تغريهم لا المساومات و لا المناصب الزائلة بقدر ما كانت تستهويهم الشهادة و التسابق لنيلها. إن بطلنا هذا المعروف بالحسين فوزي و الملقب باصطنكو الذي غيبته متاحف لكثيري و الأقلام المهرولة وراء صناعة مقاومة البقشيش و العلاوات و محاباة ذوي القربى و القبيلة هو صاحب المناشير المجلوبة من عند الحركة الوطنية و التي وزعت عن طريق المقاوم أمبارك الصبيو بمدينة طانطان و التي ارتبك معها الاستعمار الاسباني حيث لم يتسنى له الصبر مع بزوغ الصباح لتكون جيوشه و وعائلهم خارج المدينة في مشهد لا يتمناه الإنسان إلا لعدوه . انسحاب كلي إنطلق من الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 1957 لتصبح مدينة طانطان و نواحيها خالية تماما من العنصر الاسباني لتعم الفرحة و الزغاريد أرجاء المدينة في يوم كان مشهودا لم يخطر على بال العدو الاسباني أنه مجرد شخص واحد إستطاع أن يغير مجرى التاريخ نتيجة منشورات مكتوب عليها ” إن كتائب جيش التحرير مدعومة بقوات الجيش ستشن عمليات مدمرة في الساعات القادمة فعلى السكان الالتزام بأخذ الحذر و عدم الخروج حتى تتم تصفية العدو من الاراضى المغربية ” . هذا هو الحسين ا فوزى الذي عهد الله بعد البيعة التي تم تحريرها على طاولة بيته بحي العمالة و الذي تجهله رفوف الخزانة الوسائطية التي لا تبعد عنه إلا بأمتار معدودات هذا القعقاع الذي قال يوما لرفاقه انه لن يهدأ له بال إلا بتحرير الوطن أو الشهادة لذلك ظل المرحوم في حياته و هو يرسم إستراتيجيات المواجهة لا يتوخى الرجوع منها سالما لقد و هب حياته في سبيل هموم الأمة و الوطن . هذا النوع من الرجال الذي كان من الأجدر لمندوبية لكثيرى أن تخلق لهم الأيام الدراسية لتلقين الشباب ثقافة الاعتزاز بالوطن و التعلق بمسيرة الأوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .لا أن تبحث عن صنع الرموز بلا تاريخ و لا مجد . الحسين فوزي رحل إلى جوار ربه راضيا مرضيا ” يبتغي تلك الدار الآخرة التي نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة للمتقين ” و الأسبان يناقشون هذه الأيام كيفية الشروع في رفع السرية عن أرشيف المقاومة الصحراوية بالجنوب ما نخشاه أن ترتعش رفوف مندوبية لكثيري الخالية من ما نشر حتى تصير كذلك الطائر الذي بللته سحابة المساء عند ذلك ستتحقق كلمة الخالدون (اكبر عزاء للإنسان هو الزمان).           

 

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة