الزوجة بمجتمع البيظان سيدة و حريصة على تقاليدها
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي :
خذوا الخُلق الرفيع من الصحاري فإنّ النفس يفسِدُها الزِحامُ
و كم فقدت جلالتها قصورٌ و لم تفقد مروءتها الخيامُ
لهذا لم تكن غالبية نساء مجتمع البيظان تجرؤ على النطق بإسم أزواجهن، نظرا للحياء والقيم التي طبعت هذا المجتمع الذي تخفي عاداته وتقاليده الكثير من الظواهر التي لابد لها من دراسة معمقة لإزاحة الستار عنها من أجل معرفة الحقيقة وراء هذه الطقوس والعادات، فكانت الزوجة لا تنطق بإسم الزوج بل تقول ذاك أمنادم، بعني بني آدم أو “هو” للكناية المفضلة والشائعة لديهن.
فكان مجتمع البيظان الناطق باللهجة الحسانية يعيب على الزوجة في حالة قيامها بالمناداة على زوجها بإسمه، أو ذكر إسمه في نقاش حتى وإن دعت الضرورة لذلك.
فكانت المرأة في مجتمع البيظان تجد كذلك صعوبة كبيرة في الحديث عن زوجها أو ذكر إسمه إذا كان هناك غرباء بالبيت، وهناك نساء بالمجتمع لم يسبق لهن أن ذكرن إسم أزواجهن، أو تناولن وجبة أكل أو شراب، حتى إحتساء الشاي، غالبا ما تشرب كأسه خفية لكي لا تظهر أسنانها، أمام أم أو أب الزوج، بل لا تجلس معهم، هذه أمور فرضتها طابوهات المجتمع فأصبحت كأنها أمور محرمة تدخل في إطار الشريعة الإسلامية، لكنها في الواقع إحترام وتقدير بالنسبة لهن.
إلا أنه في ظل التغيرات التي شهدها مجتمع البيظان وثورة التكنولوجيا والانفتاح على العالم بشكل كبير من مشاهدت أفلام ومسلسلات، وظهور وسائل التواصل الإجتماعي، أصبحت تلك العادات والتقاليد تسير نحو الإندثار.
فلا غروة إذا صادفتم فتاة تبكي من شدة الفرح بزوجها أمام مجتمع البيظان، ولا تحزنوا إن رأيتم شابة تبكي أمام الملإ لفراق زوجها وأخرى تنعته بمختلف الأوصاف على وسائل التواصل.