حوار مع الكاتبة العراقية المغتربة نادية جبار

حاورتها : حمدية جبر

الكتابة حاجة مكملة تشبه اخذ الفيتامينات …
بهذه الكلمات ابتدأت الكاتبة العراقية حوارها مع موقع الصحراوي انفو وهي تستنشق
هواء بغداد بعد غياب دام ثلاث عشرعام.


  • كيف بدأتِ رحلتكِ مع كتابة القصة والشعر ومتى ؟
  • الكتابة حاجةً مكملة تشبه اخذ الفيتامينات للجسم لذا انا اسميها نبض وضياء ووجود وامل .كيف لي ان اتناول اشكال الاطعمة من اجل قلبي ومعدتي واعضاء جسدي الاخرى ولا افكر بدماغي . هذا الجزء المهم الذي يقود كتلتي المتكونة من الجسد بكل تفاصيلة فتجديني اذهب للروح ارممها بالقراءة فاكتب الشعر واسرح لاكتب قصة قصيرة وهذا تكون عندي هاجس جميل الا وهو السرد والرواية وبداءت رحلتي لاكتب سيرة حياة كونت منها روايتي الاولى مخالب الرغبة التي طبعت عن دار نقوش عربية في تونس وكانني ولدت ابنتي البكر في عالم الكتابة التي اخذت منى الوقت الكثير بل كل سنوات عمري .
    كتابة الشعر او بما يسمى بناء قصيدة النثر الشعرية والتي تهتم بعالم خاص جدا غير كتابة القصيدة العمودية التي احترمها جدا ولكنني اخترت حريتي بكتابة النص النثري المحمل بانواع المفردات التي تسحرني دائما وتعيد تفاصيل نبض قلبي صعودا نحو الفجر .

عمدتُ جرحي بفيضِ القريضْ.
وعانقتُ عشقي صديقاً أخيرْ.
يدبُ المساءُ كخطوٍ كسيحْ
وروحي تنوء بأوجاعِها
جديدٌ عليها استعاري بعشقكَ
جديدٌ عليها انكساري الحزين
جديدٌ عليها ارتحالي إليكَ
صعودا مع الفجر نحو السماء
أنتَ احتراقي وجنحي الكسير
وأنتَ اشتياقي وحلمي الأخير
قفْ أنت عند ابتداء الحريق
قدْ حانَ وقتُ الحسابِ العسير
أنتَ تبدأ الآن فالليلُ أولهُ ابتدأ
سرَّ قلبي ولكنهُ ما يربكَ الروحَ ثانيةً
سرَّ قلبي ووحدي أعاني حريقَ الكلامْ.
الوردُ والناسُ مثلَ الفراشاتَ
يشربونَ من كأسِ تاجَ الوردةِ الحمراءْ
تجيء ابتساماتي
لم يكن اختياري فقد كنتُ أذقُ مرَّ القرارِ
الذي هدَّ بيني وبين العراقَ المسافةُ
وأضحيتُ ما بين كفي الغربةِ والبكاء
شمعةٌ وضعَ الله فيها هتافه
انفضَ الثلجُ عن اخضرارِ البراعمِ
ودع الريح لقبلة الورد
كنْ لفضاءَ روحي ومائي
فقد سرَ قلبي يهبطُ الآنَ من جبالٍ تركتها
وما خابَ ظني
احتملتُ الأذى وأوراق جدارِ التركوازِ
بالآس سماء الرحمة والسلوان
أتت على روحي تضاهي نجوم الكون
وكان حبي هياماً وكانَ دربي مكتظاً
ومشيتُ كل ما كان وكان شبه اشتعالْ.
سأمضي يشعُ قلبي ابتهاجا
يلمسُ نبضَ روحي بكفٍ رحيمْ.
ودمعٍ يثيرُ كل هذا الضجيجِ
وكنتُ الغي والغي نياشيننا للموتِ
ليس لي أي شيء أقولُ في زحمةِ الصدى
عبرَ موتِ الرجالِ وهتافاتٌ تعلو سماءَ الجبالْ.
هنا دوتْ صرخةُ النزفِ الأبطال
معلنةً اعتراضاً
واختارَ صمتا نظيفاً وأحفظْ العهد

  • القصة اتت لانني احسست نفسي قد اكتملت وكتابة القصة غير كتابة الشعر والرواية ولكنها بالاخير هي كتابة نص بغض النظر عن جنسه .انا كا كاتبة اجد نفسي بالرواية والشعر والقصة معا .ولكن لكل واحدة منهما لها طعم خاص وولوج جميل يطيح بقلبي احيانا نعم انا اتغمس الشخصيات التي اكتبها في الرواية والقصة وايضا الشعر .القصيدة مجموعة صور تقودك للهرم وتقودك بسلم موسيقي فضي اللون يشع بشكل افقي ليكمل المسيرة في الروح والجسد .

نموذج قصة : نعيمة والموج
تحسست وجهها بأناملها ذات الاظافر الطويلة الممرغة بالحناء .
وفتحت عينيها وهمت بالجلوس بعد ان مالت الشمس عن مكان نومها في سطح البيت الطيني ..
بسرعة قامت ورتبت فراشها ولفته بشكل دائري ونزلت سلالم الدرج الخشبي الى باحة الدار وهي تصيح يمة يمة ليش ماصحيتني الشمس عاليه متت من الحر  ..
هكذا نزلت نعيمة ابنه حجي حسين وهي متشوشه الأفكار وتشب بداخلها  النار نار الجو ونار حبيبها الذي تركها للخدمة العسكرية ..يمة يمة بعد دقائق خرجت امها من بيت الدواب الطيني الكبير وهي تحمل بيدها دلو للحليب وسلة من البيض وردت على ابنتها مابك ياابنتي ؟
امي ساذهب للنهر!!!
جلست الام على دكةً طينية في جانب باحة الدار وناشدت ابنتها ان تكون اكثر حلما وتتريث وتهدأ
اذهبي  ياابنتي لا تهتمي ساكون بخير ..وبلحظة خطفت عباءتها الخفيفة وانطلقت تسابق الريح للنهر
وصلت بعد وقت قصير وقفت تتأمل الماء وقامت بخلع حذائها البلاستيك وتوجهت بهدوء لجرف النهر وخلعت فوطتها وفكت حزام ثوبها المورد .ولامس الماء أصابع قدميها أقشعر جسدها من برودته .
اخذت نفسا عميقة وراحت تجوب النهر كأنها حورية كساها الله بورد وبياض ..غطست حينها احست به يلتف حولها وارتعشت من شدة النشوة وراحت تجوب النهر معه .

  • كم رواية كتبتِ وماهو مجال اهتمامك ؟
    -اصدرت لي روايتي الاولى مخالب الرغبة بعام ٢٠١٨ عن دار نقوش عربية في تونس .
    وايضا صدرت لي رواية ثانية بعنوان عزيزة عن دار المفكر العربي في مصر عام ٢٠٢٣.
    والان اكمل روايتي الثالثة رحلتي الى امريكا وقريبا تصدر باذن الله .
  • كم مجموعة شعرية اصدرت لك وعن مشاركاتك حدثينا ؟
  • لقد شاركت مجموعتي الاولى (انهم يطلبونني فاراك )والتي صدرت عن دار الشؤون الثقافية في بغداد بمعرض بغداد عام ٢٠٠٠.

وشاركت مجموعتي الشعرية الثانية والتي اطلقت بعنوان (سادنو منك فلا تمس حيائي )عن احدى الدور في بغداد وشاركت في عدد من المعارض داخل وخارج البلاد .

  • بمن تاثرتي من الكتاب والادباء ؟
  • مسيرتي الاولى انطلقت بالقراءة لتنشيط ذائقتي في الكتابة ومنها استعنت بعدد من الادباء للمشورة فقط اما من وقف معي بمسبرتي الادبية هو الاديب الكبير المرحوم اديب ابو نوار . وبعده الشاعر جابر السوداني والاخر مازال معي يمدني بجمالية الكلمة .والناقدة رفقة محمد الشيخ التي تقف على اعتاب كلماتي وتفسر ماأكتب وادون كانها اناملي وبعض من نور عيني .
  • لماذا غادرتِ الوطن ؟وماهي الدوافع التي جعلتكِ تفكرين بالرجوع اليه ؟
  • اولا السبب معروف لدى الجميع لكوني شخصية معروفة في العراق والوطن العربي وذلك من خلال عملي كصحفية اولى في مدينتي ديالى التي انطلقت منها .وهو الاعتداء على بيتي وقتل زوجي وهجرتي انا وعائلتي الى بلاد الغربة التي منحتني حق اللجوء والامان وهي الولايات المتحدة الأمريكية.اما عودتي فهي غير مؤكدة لانني احب اولادي واحفادي وادين للبلاد التي احترمتني واعطتني جواز سفر وجنسية لرد اعتباري لما تعرضت به في بلادي العراق .احب بلادي العراق لانه يستحق كل خير وشعبه اناس طيبون لا يليق بهم الفقر والالم لذلك تجدينني صاحبة موقف اتجاة مايجري اليوم في بلاد الرافدين .
  • لديك ثلاث اولاد وبنتين هل تاثروا بك ؟
  • اختصاص اولادي يختلف تماما عن اختصاصي قانون وحاسبات واعمال وتعليم ودبلوماسية دولية لاحد منهم ياتي للكلمة ابدا .وبعد هجرتنا تغيرت مساراتهم العملية من اجل العائلة والاولاد
  • هل والديك او احدهما لديه موهبة ادبية ؟
  • ابي كان روائي وامي كانت تحب نظم الشعر فيمكن تاثرت بهم .لانني أحببتهما بشكل يفوق التصور لانني عجنت بدماء ادبية وخلقت منها بشكلي وهيئتي وموهبتي الان .
    رائحة المسك :ارتبطت رائحة المسك والعنبر بملابسي الزرقاء ك لون البحر ..المسك رائحة امي التي احب واعشق واعيش بدوام ابتسامتها وان كانت متوفاه انها تعيش بداخلي بوجداني .من امي تعلمت الكثير واولهما احترام النفس ومن ثم احترام الاخرين وعدم مجالسة التافهين .كنت في الرابع الابتدائي عندما امتهنت لغة الكتابة كنت حينها ابلغ عامي التاسع .ولكنني كنت صبية ناضجة مفعمة بالحب والرغبة بالحياة المختلفة جدا . وكنت اعرف كيف اتحدث و اعرف كيف اتحاور مع الاخرين ومتى اتحدث ومتى اصمت .وكنت خجولة الا من كتاباتي فانا لا اخجل ابدا اكتب مثلما اقرأ .وكنت اسابق عمري باقتناء الكتب والروايات وعشقت الادب الفرنسي كثيرا .الف ليلة وليلة هذه كانت بداية تقلبات روحي واشاكس الراوي على ما تفنن به من حبك القصص واحدة بالاخرى ولن تمل قرأتها .كل يوم اشتري كتابا او مجلة او رواية وهكذا توالت الكتب واصبحت لي مكتبة صغيرة في بيتنا الجميل بمدينة الثورة .وانا مستمرة بدراستي وتكوين تلك المكتبة الخشبية بلونها المتعارف عليه الصاج .وقد سمحت لي والدتي بمساعدة اخي بترميمها واعادتها من جديد. بعدما كانت مجرد الواح جرداء علما ان الكتب هي التي اعادت الروح لتلك الالواح وقام اخي رحمه الله باهدائي الكتب النادرة بعد قراءتها طبعا والتي كان يقتنيها من منطقة السراي في بغداد. كل شيء سار مثلما تمنيت وامنيتي هي الكتابة اليوم انا احترم نفسي كثيرا لانني حققت لذاتي الكثير وترجمت محبتي كلمات نسجت من محبات وخيال لتكون قصص وشعر وروايات اعتز بنفسي كثيرا لا اطلب الكثير فقط اريد ان أتفيأ كلماتي في زمن القحط في زمن الخوف من المجهول .

شكرا لكِ لهذه المساحة الجميلة التي تحدثت بها بما يجول بخاطري .

الصحراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة