معانات المهاجرين بالجزائر

على حسابها بتويتر،نشرت منظمة هاتف الإنقاذ في الصحراء (APS)، تفاصيل طرد 2852 مهاجراً من الجزائر بإتجاه النيجر. وجاء في التقرير أن 993 مهاجراً تم ترحيلهم يوم 23 فبراير، وكانوا من غينيا ومالي وساحل العاج، والسنغال وغامبيا وسيراليون، والبنين، ثم السودان وبوركينافاسو.
أما المجموعة الثانية التي تم ترحيلها، فكانت مؤلفة من 1180 مهاجراً، وصلوا إلى الحدود يوم 3 مارس، وكانت غالبية المهاجرين من غينيا ومالي وغامبيا، بالإضافة إلى مهاجرين من ساحل العاج والسنغال والسودان، والكاميرون وسيراليون.
وبالنسبة إلى المجموعة الأخيرة التي تتألف من 679 مهاجر وصلت يوم 5 مارس، معظمهم من نيجيريا وغينيا ومالي، هؤلاء المهاجرين الذين تم إبعادهم تحت شمس حارقة، و مخاطر متعددة منها التيه في الصحراء، و إحتمال إعتراض سبيلهم من طرف عصابات مسلحة
هذه العوامل تسبقها لحظة إعتقالهم ووضعهم داخل مراكز إحتجاز بمدن جزائرية لا تتوفر فيها ظروف إنسانية، في إنتظار الإعادة القسرية إلى “تمنراست”، الواقعة على بعد 1900 كلم جنوب الجزائر العاصمة. ووفقاً للتقارير ذاته، يتم تجريد المهاجرين من هواتفهم المحمولة وجوازات سفرهم وممتلكاتهم بالإضافة إلى سلبهم أموالهم، ليتم تكديسهم في شاحنات وإلقائهم بالفيافي.
يضطر المهاجرون بعد ذلك السير في هذه الفيافي على أمل الوصول إلى قرية “أساماكا”، التي تبعد 15 كلم عن الحدود، والتي فيها مركز العبور التابع للمنظمة الدولية للهجرة، لكن مهمة الوصول إلى المركز ليست بالسهلة، لكونها محفوفة بالمخاطر مناخ قاس حرارة مفرطة
بالإضافة إلى مهاجمتهَم من طرف عصابات مسلحة موجودة بالمنطقة، أو إحتمال التِّيهْ بالصحراء حسب نفس المصدر، كما
سعة هذا المركز لا تتعدى حوالي 1000 شخص، مما يجعل الطواقم لا تتمكن من إستقبال مهاجرين جدد، ما يضطر المهاجرين البقاء من دون مأوى.
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، تم طرد 23.171 مهاجراً في عام 2020 من الجزائر، و27.208 مهاجراً في عام 2021 و 14.196 بين يناير و مايو 2022.
وفي بيان صحفي نُشر يوم الخميس 16 مارس، نددت منظمة أطباء بلا حدود بـ “التخلي” عن آلاف المهاجرين الموجودين في أساماكا. بل إن المنظمة الطبية غير الحكومية تتحدث عن “حالة غير مسبوقة”.
إن المركز الصحي (CSI) في أساماكا “غارق في أزمة عميقة”، حيث تقوم منظمة أطباء بلا حدود “بتوزيع المواد غير الغذائية” وتقدم “الاستشارات الصحية المجانية” هناك. ونقلت البيان عن منسق منظمة أطباء بلا حدود في أغاديز، شيمسا كيمانا، قوله إن “غالبية الأشخاص الذين وصلوا مؤخرا استقروا في مركز CSI، بسبب نقص المساحة في مركز العبور”.
وتضيف منظمة أطباء بلا حدود أن الناس “يبحثون عن مأوى من الحرارة” التي يمكن أن “تصل إلى 48 درجة مئوية” في أساماكا، حتى أنهم ينامون في “خيام مؤقتة أمام جناح الولادة، أو على السطح أو في منطقة النفايات”. كما تشير المنظمة غير الحكومية إلى أن هؤلاء الأشخاص يتواجدون في أماكن غير صحية ما يعرضهم لمخاطر صحية مثل الأمراض المعدية والتهابات الجلد.
وفي يناير من العام الجاري، تواصل أحمد وهو مهاجر غيني يبلغ من العمر 15 عاما، مع فريق مهاجرنيوز، وروى تفاصيل اعتقاله في سبتمبر 2022 في الجزائر، وتعرض للسجن قبل أن يتم ترحيله إلى النيجر برفقة مئات المهاجرين الآخرين. وقال: تم إعتقالي لأن بشرتي سوداء، طلبت مني الشرطة تصريح الإقامة، لكنني لم أملك أي تصريح، ولم أرغب في إبراز جواز سفري لهم لأنهم كانوا سيمزقونه. قالوا لي عد إلى أفريقيا وأخذوني إلى السجن. عندما أنزلنا الجزائريون في الصحراء، أطلقوا رصاصتين في الهواء لإخافتنا. لم يقولوا لنا أي شيء سوى ارحلوا بسرعة، تركوا لنا بعض الطعام على الرمال وغادروا على الفور.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة