ثلاثي بالبوليساريو يتوقع الإنهيار المحتوم

تعيش قيادة البوليساريو، وضعا إستثنائيا يحيلها إلى التفكك والإنهيار المحتوم، هذا الأمر الذي إعتبره بعض المحللون والمهتمون بقضية الصحراء بأنه نتيجة للأوضاع الاجتماعية بالمخيمات، مما دفع بمسؤلين كبار من ومؤسسي البوليساريو، إلى الكشف عما تعانيه قيادة البوليساريو، فعلى الرغم من تناول هؤلاء المؤسسين للوضع الذي أصبحت عليه هذه الحركة، والذي يعتبرونه جزء من محاولة التموقع، من خلال تناول كل منهم لجزء من كرونولوجيا هذا التنظيم، الذي أصبح في طريقه إلى الإنهيار.

وكان مصطفى ولد سيد البشير المنتمي لقبيلة الرقيبات “لبيهات” ، “الفخذ” الأساسي داخل تنظيم البوليساريو، قد إعترف بالعاصمة الفرنسية باريس، بأن ما يسمى “بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ليست دولة”، مضيفا بالقول: “أنا لست وزيرا للأراضي المحتلة، أنا مجرد لاجئ في دائرة المحبس، وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر، علينا أن نكون واقعيين، كما شدد مصطفى سيد البشير، أن رئيس وزرائنا بشريا بيون ليس رئيسا للحكومة”. مؤكدا أن “إبراهيم غالي هو أيضا لاجئ في دائرة الكويرة ومسجل باسم غالي سيد المصطفى وليس هناك إبراهيم”، وأن “وكالة اللاجئين لا تعتبره رئيسا لدولة أو مسؤولا كبيرا”؛ مبرزا أن “كل الصحراويين هم لاجئون يعيشون بفضل مساعدة الجزائر”.

هذا التصريح الذي كلفه ما كلفه حين عاد إلى المخيمات، لكنه أعد الكرة مرة أخرى من خلال صريحات جديدة له على وسائل التواصل الإجتماعي، أشار فيها من جديد بأنه من بين أسباب تدهور هذه الحركة وجعلها غير قادرة على الإستمرار مند بداية تأسيسها، إلى يومنا هذا، هو فشلها الكبير على جميع المستويات ومنها الإستحواذ على كل شيء داخل هذه الحركة من طرف القيادة والذي هو أحد أفراد هذه قيادة البارزين، كل هذا الكلام الذي صدر من مسؤول بقيادة البوليساريو يقول محللون بأنه يدفعنا إلى إسقاط الشك، وتحويله إلى يقين يفيد بأن إنهيار هذا التنظيم أصبح أمرا محتوما.

كما وقد أكد في وقت سابق شقيق مؤسس جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد الذي ينتمي إلى (فخذ) التهالات الرقيبات، بإنتقاد تنظيم جبهة البوليساريو على جميع المستويات، وفي ذلك أيضا تزكية لما تناوله رفيقه في تنظيم قيادة البوليساريو مصطفى ولد سيد البشير، بالرغم أن الكثيرون يرون بأن ما يقوله البشير مصطفى السيد هو محاولة إعادة شرعية “أخيه” لنفسه لأنه لا يزال يعتقد أنه هو الأحق بقيادة البوليساريو بعد أخيه الولي مصطفى السيد.

ومما زاد في تأكيد قرب إنهيار هذا التنظيم، هو إبراهيم محمد محمود بيدللا الملقب “بأگريگاو” الذي كان يشغل مدير ما يسمى بالأمن بجبهة البوليساريو، وهو أخ وزير الصحة المغربي السابق، والذي ينتمي إلى “أولاد الشيخ” الرقيبات، الذي خرج عن صمته، وذلك حين نشر تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي، يعترف من خلالها إعترافا ضمنيا بالفشل الذي تعاني منه حركة البوليساريو، منذ ظهورها إلى يومنا، فقد تساءل (أگريگاو) قائلا:

أين نحن من منطلق أننا مستهدفون وعرضة لمناورة جديدة – خطيرة- قد لا تكون محصورة في تمدد التوسع وإكتساح رقع أخرى من المناطق المحررة أوكلها وإقامة أحزمة تبعدنا عنها.

هذا فضلا عما يعج به واقعنا من تحديات ورهانات ليست كلها من فعل العدو أو المحيط وإفرازاته، كما يحلو للبعض وصفها.

وأضاف ” أگريگاو ” قائلا: فما العائق من أن نكسي “الوحدة الوطنية” حلة جديدة، بعد جديد، نفس جديد، زخم جديد، تلاحم جديد؟ في إطار وقفة وطنية مع الذات جامعة، يحضَّرُ لها بعناية، وعفو شامل مرفوق بتدابير إضافية في مجال حقوق الانسان تُكَمِل وتواصل ما أقره المؤتمر الثامن للجبهة من: “إعادة إعتبار وجبر ضرر وتطوير آليات وقوانين حماية حقوق الانسان”.

وأردف قائلا في احدى تدويناته : “هناك ثمة تسميات ووظائف ليست لها مهام محددة ولا تعدو كونها ” ترضية أودركة ” لشخص ما، ويتعين التخلص من هكذا قرارات.
يأتي هذا الامر في وقت تعرف فيه قضية الصحراء تحولات عميقة في المواقف الأوربية وفي وقت يبرم فيه المغرب اتفاقيات اقتصادية كبيرة كانت اخرها اتفاقية الداخلة الاقتصادية .

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة