ما وراء انتصار الجزائر .. ما هو عادي وما ليس عاديا


بقلم عبد الهادي مزراري


انتصر فريق كرة القدم الجزائري على نظيره المغربي، في نهائيات كأس العرب في قطر.
أمر طبيعي أن يفرح الجزائريون ويحزن المغاربة.
ليس من حق أحد أن يمنع منتصرا من الفرحة، ومن حق الأشقاء في الجزائر أن يفرحوا بما أتوا.
أمر طبيعي أن يتبادل صغار العقول الشتائم في البلدين بحمولات الحرب السياسية المستعرة بين النظام الجزائري والمغرب.
أمر طبيعي أن ينزع النظام الجزائري ليلبس النصر الكروي قبعة سياسية وقبعة عسكرية، ليقول للمغرب “أما والآن هزمتك”.
أمر طبيعي أن يتاجر النظام الجزائري بهذا النصر ويصبغه بألوان العلم الفلسطيني، نكاية في المغرب الذي يعزز علاقاته مع إسرائيل. ويفعل النظام الجزائري ذلك ليستعيد شعبية مفقودة في عيون الجزائريين.
أمر طبيعي أن يصدر عن النظام الجزائري، وعن كل الجزائريين ما يشفي غليلهم من عبارات ورقصات في وجه الاكتساح الذي يحقفه المغرب في الملعب الديبلوماسي.
أمر طبيعي ان يفرحوا بهذا النصر الكروي كما يفرح المغرب بانتصاراته في ميادين السياسة والاقتصاد.
أمر طبيعي أيضا أن يوظفوه حد ما استطاعوا.
لكن ما ليس طبيعيا هو أن يخرج أزلام النظام الجزائري في الصحراء المغربية ويرقصوا ويفرحوا نكاية في 40 مليون مغربي.
ما ليس طبيعيا، هو أن ينعموا بالأمن والسلم والاستقرار، الذي توفره الدولة المغربية وفي ساعة حزن شعب يتظاهرون بالفرح كأن جبهة البوليياريو نالت كأس العالم.
ما ليس طبيعيا، هو أن ينعم شلة من عصابة المرتزقة بخيرات المغرب، فيما أبناء جلدتهم يحاصرهم النظام الجزائري في مخيمات تندوف ويقتلهم إما رميا بالرصاص إذا فكروا في الهروب من المخيمات، أو بمسحوق الحليب المسموم إذا ما هم التفوا حول مائدة الطعام.
ما ليس طبيعيا هو أن تظل هذه الشلة من العصابة تتمتع بالحرية في بلد يعتبر في حالة حرب مع العدو الذي يحظى بتأييدهم ودعمهم حتى في الأوقات الأكثر حساسية بالنسبة لشعب بأكمله.
ختاما، للمغاربة أقول على لسان المثل الفرنسي “من يضحك جيدا هو من يضحك في الأخير”.
ليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا، إن توظيف النصر في كرة القدم في السياسة لم يكن أبدا إلا أسلوب الأنظمة الفاشلة.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة