تداعياته منطقة الساحل ودول جوار بعد مقتل رئيس التشاد

يعد مقتل الرئيس التشادي اليوم الثلاثاء،  بعد يوم واحد من إعلان فوزه بمأمورية سادسة، خسارة كبيرة بالنسبة لدول الساحل و الدول المجاورة، هذا الأخير الذي كان قد خاطب شعبه قبل أقل من سنة، بقوله قائلا : إنه يعرف كيف ينتصر في المعارك، ويعرف ما هي الخدمة العسكرية، كما يعرف الحرب والقواعد التي تحكمها، مذكرا بأنه كان جنديا قبل أن يصبح جنرالا، لكنه خسر اليوم معركته، خلال مواجهات غامضة، قتل هو فيها رغم إعلان جيشه كسب هذه الحرب، هذا الرئيس القادم من سلك الجندية، كجندي  ليتدرج في الرتب العسكرية، حيث واجه الموت عدة مرات قبل أن يقتل اليوم، مند بداية حكمه للتشاد، و هو يتلاقى دعم النظام الليبي سابقا، والسوداني، بالإضافة إلى الدعم الفرنسي القوي، الذي  مكنه من دخول انجامينا، للإطاحة بحكم سلفه، حسين هبري.
هذا الحدث الغامض الذي حصل اليوم في دولة التشاد التي تسود بها الصراعات منذ عقود، سيكون له “الحدث” 
تداعيات ستتجاوز البلد، لتصل إلى  محيطه الإقليمي، وتحديدا مجموعة الدول الخمس بالساحل، والتي تولى ديبي رئاستها الدورية فبراير الماضي،كما ستتأثر الدول المجاورة و المحيطة، على إعتبار أن  قواته كانت جزءا من معادلة (الأمن والاستقرار) فيها، و التي كانت تواجه
الحركات المسلحة فيها، بكل من نيجريا، و النيحر والكاميرون، ومالي، وبوركينا فاسو، ثم دولة إفريقيا الوسطى،
فهو الرئيس الدوري للمجموعة التي أعلن عن إنشائها 2014 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وكان إعلانه عن إعادة الدفع بكتائب من جيشه إلى الشمال المالي في ختام قمة المجموعة في انجامينا منتصف فبراير 2021 مبعث تفاؤل في صفوف الدول الأعضاء، بما فيها الأطراف الدولية الفاعلة في المنطقة، كما أن النزاع على ثورة الرئيس (المقتول) قد وصلت مراحله الأخيرة في  البيت الرئاسي، حيث كان “أرث الرجل” محل تنازع بين زوجته هيندا ديبي اتنو “هندة محمد إبراهيم”، وأبناء الرجل،
الأمر الذي لا يخلو من  مؤشرات تنافس أمريكي فرنسي بالمنطقة، هذا الشيء يزكيه مشهد اليوم، حيث كانت القوات الفرنسية حاضرة دائما في حماية الرجل في كل المحطات، كما حدث 2005، و2008 والتي وصل المتمردون فيها إلى بوابة القصر الرئاسي انجامينا، وكان آخرها 2019، هذا الدعم الذي لم نلمسه خلال الأيام الأخيرة، بالرغم من كون
فرنسا، كانت تصف (الرئيس المقتول) بـ”الحليف الرئيسي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل”، وكانت مشاركته في عملية “برخان” عنوان كبير، و ذلك من خلال دخول الجنود التشاديين إلى الشمال المالي، وإنتشارها في المناطق جد صعبة في أزواد.
و الخلاصة أنه بلا شك أن مقتل الرئيس التشادي و كما يحلو لبعض المحللين أن يسموه ب”حارس الساحل” هو أمر كان مستبعد عند قادة دول المنطقة، فحدث مقتل هذا الأخير كبير، لكونه له تداعياته على الأمن والإستقرار بهذا البلد “تشاد” ، ثم  منطقة الساحل، بالإضافة إلى الغرب الإفريقي بشكل عام، كما ان بعض المحللين يتوقعون بأن تكون تداعياته الأمر كتلك التي خلفها مقتل معمر القذافي،  وفرة السلاح، وتصاعد الصراعات القبلية، وعبورها للحدود القائمة، بعدها يتعرض التجمع الإقليمي الأبرز في المنطقة لضربات قوية.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة