إلى متى ستظل واحات وادنون تعيش على إيقاع الهجرة والحرائق?



يبدو أن ما أصبحت تتعرض الواحات التابعة لجماعة أسرير والتي تقع تحت نفوذ إقليم گلميم من حرائق، تبقى دائما أسبابها تحت طائلة (مجهول)، فللمرة السابعة تشهد واحات هذه الجماعة أسرير نشوب حريق جاء على عشرات أشجار النخيل، وبعض محاصيل البساتين، كما أن هذا الحريق الأخير لم تنجوا منه بعض الممتلكات الشخصية، هذا الأمر  المتكرر أصبح يطرح عدة أسئلة أهمها من يقف وراء هذا الأمر؟ هذا السؤال الذي يجد عدة أجوبة من طرف بعض المهتمين بالشأن الواحات فمنهم من يربط هذه الحرائق بسلوك العنصر البشري وهناك من يربط الأمر بالتغيرات المناخية، ليبقى موضوع حرائق الغابات ومنها الواحات أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لجهة واد نون لأن الأمر يتعلق برئة طبيعية تعد من بين الأماكن التي يلجأ إليها الكثيرون من السواح من داخل وخارج المملكة ناهيك عن وجود زراعة معيشية بالنسبة لسكان هذه الواحات الذين أصبح شبح الحرائق يقض مضاجع هؤلاء.  كما المتتبعون والمهتمون بالشأن المحلي يجمعون على أن حماية الواحة ليس أمرا تنمويا فقط بل هو أمر ضروري وحتمي، الأمر الذي جعل هؤلاء يتساءلون عن دور المغرب الأخضر، بالإضافة إلى دور مجموعة من المؤسسات المهتمة بتنمية العالم القروي والواحات تحديدا.  كما أن الكثير من الفاعلين الجمعويون يطرحون سؤالا عريضا وهو من يقف وراء التأخير عملية تنزيل مشروع كبير بقيمة ثلاثة ملايير من السنتيمات، كان سيجعل واحات أسرير وتغمرت من بين أرقى الواحات الوطنية وسيساهم في الدفع بعجلة التنمية الحقيقة. وللإشارة فاتفاقية هذا المشروع تم التوقيع عليها من طرف كل الشركاء وغلافها المالي جاهز ومعبأ، حسب المعلومات المتوفرة لدى الموقع، الواحة بواد نون ودرعة   ليست مجرد نخيل مترامي الأطراف بل هو نمط عيش ونمط عمران وكذلك متنفس لساكنة الحواضر وخاصة مدينة كلميم. فإلى متى ستظل واحات وادنون تعيش على إيقاع الهجرة والحرائق.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة