قضية الصحراء بين تثبيت المصير و تقريره


يرى الكثير من المراقبين و المهتمين و المتتبعين لقضية الصحراء، بأن المنطقة العازلة التي تسمى الكركرات، قد خلق وضع جديد على مستوى قضية الصحراء، حيث لم يعد الوضع قابل للمزيد من التجاذبات التي تغديها بعض الجهات،
لتجعل منها قضية شمال إفريقيا و التي دامت أربعة عقود أثرت على شعوب المغرب العربي، هذه القضية التي شكلت عقبة في طريق تكامل إقتصادي، اللهم وضعية المغرب و موريتانيا و بعض دول جنوب الصحراء التي وجدت بالمعبر الحدودي الكركرات متنفسا إقتصاديا، لكن هذه البوابة كانت تشهد كل سنة “شلل” متعمد من طرف البوليساريو التي تراهن عليه كل مرة من أجل أن يتحدث عنها الإعلام، و محاولة بذلك تطمين ساكنة المخيمات بتندوف و مناصريها في الأقاليم الحنوبية، بدعوى أن الأمور تتجه نحوى حل لصالح البوليساريو، مروجة بذلك لمواثيق الأمم المتحدة، التي تستأنس بها البوليساريو، لكن سنة 2020 حملت معها وضع جديد للمعبر الحدودي الكركرات، الذي إعتبره الكثير من المهتمين لقضية الصحراء بأن الأمور ستسير نحو منحا أخر في ظل وضع دولي يشهد متغييرات جيوسياسية فرضتها جائحة كرونا، كما أن التقارب الأخير الذي لوحظ بين المغرب وموريتانيا، ناهيك عن زيارة أعضاء من حركة البوليساريو لموريتانيا بعد الإتصال الهاتفي بين محمد السادس و رئيس الجمهورية الموريتانيا و لد الغزواني، يفيد بأن البوليساريو أصبحت تشعر بأن التيار لم يعد في صالحها بأن تسبح ضده، نتيجة موقفها المطالب بتقرير المصير، بينما المغرب الذي إشتغل على الصعيد الديبلوماسي الذي منحه جو مريح على مستوى الأمم المتحدة و أوروبا ثم غالبية الدول العربية ناهيك عن الدول الإفريقية، كل هذا جعل المغرب يثبت المصير الإقتصادي و الإجتماعي للصحراء ، و في ظل هذا الوضع السائد وبين التباين والإصرار تبدأ كانت الحرب (إعلاميا، و ديبلوماسبة) وتخمد لتبدأ من جديد، إذ ساد هذه الوضعية غاب فيها العقل المغاربي لخمسة و أربعين عاما.
لكن حسب المحللين الذين يرون أن ما حدث بالكركرات مؤخرا قد شكل وضع جديد طلق الإبتزاز السياسي و الإقتصادي.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة