المال العام يمحمل على ظهر “أكبار” إلى “لمكا الصالحين” ليوزع بإسم “تاغروين” .

يبدو أن طرق تبديد المال العام أصبحت تجد مكانا لها في أسماء يتم إنتقائها بعناية كبيرة من الموروث الشعبي الحساني و التي لها دلالتها في الموروث،كما أن كل منها لها عبرة تؤسس لمكونات هذا الموروث لكي يكون أهلا لهذا التراث الشفهي اللامادي فأكبار يعني مجموعة من الأشخاص على ظهور الإبل أو يرافقونها و هم متجهون إلى وجهة معينة يحملون على ظهورها تجارة سواء تم إقتنائها أو سيتم تبدلها عن طريق ما كان يعرف بالمقايضة ، أما ملكا الصالحين فذلك جزء من طقوس كانت تمارس عند مجتمع البيظان حيث يتم العمل على لقاء أولياء الله الصالحين أو العمل على جمعهم من أجل التبرك بهم أو إستشارتهم كل حسب هدفه، و حسب بعض المهتمين بالموروث الشعبي الحساني فهذا المفهوم “ملكا الصالحين ” أيضا هو إسم لمكان بالعراق و بالضبط قرب نهر الفرات، أما “تاغروين” فهي عرف و تقليد تقوم به بعض نساء (لفريك) اللواتي تقمن بتوزيع قطع حلوى أو سكر أو تمر حسب ما وجد لدى صاحبة هذه العملية، و التي تتم صباحا و تهم الأطفال في الغالب، حيث تناديهم المرأة التي تقوم بمهمة توزيع “تاغروين” قائلة (تاغروين يا لمعايل)، لهذا كان تبدير المال العام بإسم هذه المصطلحات التي كان من الأجدر أن يستفيد منها الموروث كل حسب تسميته، مع عقد لقاءات و ندوات لإبراز دور كل إسم منح لكل مهرجان و دوره مع محاكات هذه الأسماء لتبسيطها اما المهتمين و الباحثين بدلا من صرف الملايين من أجل أمور بعيدة عن هذه الأسماء التي لها دلالتها فهنيئا للمجالس و لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية و المساهمين في هدر المال العام في مثل هذه المهرجانات التي تحمل أسماء كان من المفروض إعطائها مكانتها في الموروث.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة