الجماعات المسلحة بالساحل تسعى لخنق العواصم

تشن الجماعات المسلحة منذ أشهر سلسلة هجمات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وصل بعضها أطراف العاصمة باماكو، ومدينة تمبكتو التاريخية، كما أعلن المسلحون السيطرة لعدة ساعات على مدينة جيبو البوركينية البالغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، هذا الأمر الذي يعتبر غير مسبوق بحسب مجلة “جون أفريك” الفرنسية، والتي ترى بأن استراتيجية الجماعات المسلحة من الواضح أنها تهدف إلى خنق العواصم من خلال محاصرتها عن بعد، ونضيف المجلة بأن الكمائن المنتشرة على المحاور الطرقية الرئيسية، والغارات المتزايدة التي تستهدف البنى التحتية الاستراتيجية، تعكس ضغطا متصاعدا غير مسبوق، الأمر الذي
ويشير إلى أن قدرة المسلحين على السيطرة على أي مدينة ما تزال محدودة، ولكن حضورهم في المناطق الريفية أصبح الآن واسع الانتشار.
وتؤكد المجلة الفرنسية بأن الجماعات المسلحة أصبحت لديها إمكانية للوصول إلى أسلحة جديدة، تستخدمها بشكل متزايد كالطائرات المسيّرة.
وجاء على لسان مجلة جون أفريك على إذاعة فرنسا الدولية، أن الجماعات المسلحة مع افتقارها للأهداف، تخلت عن تجارة الرهائن الغربيين.
وبحسب ذات المصدر فإن الزكاة أصبحت بمثابة آلية لجبي الضرائب الحقيقية، لتمويل المسلحين، حيث باتوا يفرضون أن تدفع نقدا، أو من الماشية، أو المحاصيل الزراعية، الأمر الذي إعتبره صاحب المقال بأنه أشبه ما يكون بالابتزاز.
وتشمل وسائل التمويل الأخرى بحسبه، التعدين التقليدي للذهب، في ما يعرف بمنطقة المثلث الحدودي الواقعة بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
كما لم يعد نشاط الجماعات المسلحة يقتصر فقط على مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وإنما توسع نحو دول أخرى في المنطقة كبنين وتوغو، وهناك إستراتيجية تسلل متبعة على حدود السنغال وموريتانيا حسب نفس المصدر.
ويوضح كاتب المقال بأن هناك نشاطا لسلفيين، مرتبطين أحيانا بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في المناطق المهمشة، كما وثق ذلك معهد تمبكتو مؤخرا في تقرير حول الموضوع.
ويتحدث الكاتب عن الجماعات المسلحة التي تستغل العوامل الاجتماعية كالنظام الطبقي، أو إرث العبودية بالنسبة للسكان المهمشين، وتقدم كبديل عن ذلك نمطا من لاهوت التحرير.
وختمت المجلة تحليلها بمقولة للرئيس السابق لهيئة الأركان العامة في السنغال الجنرال ميسا سيلي انجاي: الخطأ هو أن نعتقد بأن هذا لا يعني إلا الآخرين فقط.
المصدر جون أفريك