الإحتجاجات والغضب في إسرائيل يمهد صفقة تنهي الحرب

بات في شبه المؤكد أن وقف الحرب على غزة، مرتبط بضغوط الإسرائيليين على حكومتهم أكثر من ضغوط خارجية تبدو كطحين بلا جعجعة بالإضافة إلى التصريحات الشعبوية، كالحديث الأمريكي عن الدولة الفلسطينية، إلا إذا صدر أمرٌ احترازي بوقفها من “محكمة العدل الدولية”.

منذ أمس السبت، لم يعد أهلي الرهائن الإسرائيليين، لدى حماس، يستعملون تلك “اللباقة” بعد ما شرعوا في تصعيد الاحتجاج، لأن حكومتهم لم تعد تكترث عملياً بمصير أهاليهم لدى حركة حماس.

 للمرة الأولى أقام العشرات من الإسرائيليين خيم احتجاج واعتصام مقابل البيت الخاص لنتنياهو في مدينة قيسارية، فيما تظاهر آلافٌ آخرون في تل أبيب ومدن أخرى أيّدوا عائلات المحتجزين في مطلبها، بل طالبوا بإسقاط الحكومة.

ويتصاعد الحراك في الشارع الإسرائيلي من أجل استعادة المحتجزين كهدف أوّلي، حتى بثمن وقف الحرب دون تحقيق انتصار، أو حتى صورة انتصار. وهناك عوامل تغذّي هذا الحراك المتصاعد، المرشح للمزيد من التصاعد، منها فشل الحرب في تحقيق أهدافها العالية المعلنة، رغم أنها طالت (106 أيام)، ورغم تدميرها القطاع بشكل وحشي.

بخلاف الرواية الإسرائيلية الرسمية، باتت أوساطٌ إسرائيلية واسعة تدرك اليوم وجود تناقض بين الهدفين المعلنين (تدمير “حماس” واستعادة المحتجزين)، بل تدرك أنه يتعذّر على الجيش تحقيق حتى الهدف الأول، بدليل أن الحرب صارت طويلة، مكلفة، وموجعة، وتبدو بدون أفق.

الصحراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة