إتفاق “ليبتاغو غورما” بين آمال التوسع وطمس هوية تحالف دول الساحل
جاء ميثاق إتفاق ” ليبتاغو غورما” للدفاع المشترك يحمل إسم المنطقة الحدودية الجامعة بين مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، والموقع بين بينهم، ليحل محل تحالف دول الساحل (G5)، هذا الاتفاق الذي ولد في ظروف إقليمية جد معقدة تمر منها منطقة دول الساحل بغرب إفريقيا، منها التزايد الكبير للنفوذ الروسي، وتقاعس الدور الفرنسي، ناهيك عن موجة الإنقلابات.
هذا الإتفاق الموقع بين الثلاثي (مالي، والنيجر، وبوركينافاسو) الذي حظي بإهتمام كبير من طرف موسكو بعد تشكيلها “للفيلق الأفريقي” عام 2024، الذي سيكون بمثابة نواة لتشكيل مسار جديد يساهم في تغيير موازين قوى دولية فاعلة في منطقة الساحل.
ويرى مراقبون ومهتمون للوضع بدول الساحل، أن إختفاء مجموعة الدول الخمس، قد تزامن مع إعلان روسيا عن تشكيل “الفيلق الأفريقي”، الذي سيمكن الحلف الجديد من بروز كيان جديد أفريقي من المرجح أن يتخذ له ليبيا مقر له، هذا الأمر يكون قد زكاه الجولة التي قام بها نائب وزير الدفاع الروسي في دجنبر الماضي، والتي كانت بمثابة تهيئة الظروف أمام القوة الروسية، التي سبق وأن أبرمت عقودا عسكرية واقتصادية مع مالي، أهمها إتفاقية بناء محطة لإستخراج الذهب في نوفمبر 2023.
إلى ذلك لم يخفي باحثون في الشأن الإفريقي، أن جل الدول العظمى تبحث عن النفوذ في المنطقة، لكن إستمرارية هذا التحالف الجديد (مالي، والنيجر، وبوركينافاسو) مع موسكو سيستمر، لأن المنطقة في حاجة إلى تطلعات وتوجهات جديدة، لتحقيق مطالب الشعوب التي أنهكتها حكومات وأنظمة الفاسدة.
أجمع مراقبين أن التحالف الجديد، لن يتوسع في المدى القريب إلا إذا توسّعت حركة الانقلابات، وجاءت حكومات جديدة تتبنّى رؤية جديدة للمنطقة مثلما عليه الحال عند حكومات تحالف دول الساحل.
