من يخلف محمد عبد العزيز في تندوف زعيم جبهة البوليساريو؟

أعلنت جبهة البوليساريو التي تتخذ من مخيمات تيندوف في جنوب غربي الجزائر مقراً لها، وفاة زعيمها محمد ولد عبد العزيز اليوم الثلاثاء بعد صراع طويل مع المرض.  

وقالت الجبهة في برقية صادرة عن الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو إن ” ولد عبد العزيز انتقل إلى رحمة الله اليوم الثلاثاء“. 

وأشارت الأمانة الوطنية للجبهة  إلى إنه “حسب المادة 49 من القانون الأساسي للجبهة؛ يتولى رئيس المجلس الوطني منصب الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية، إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة الرئيس”،وكان عبد العزيز قد قاد جبهة البوليساريو منذ عام 1976 وحتى وفاته، وهو ثاني رئيس للجبهة بعد تأسيسها عام 1973، ما يناهز 40 سنة.

من المنتظر أن يتحمل خطري ولد آدوه رئيس المجلس الوطني للبوليساريو منصب الأمين العام ورئيسا للجمهورية الوهمية لمدة أربعين يوما قبل عقد المؤتمر الاستثنائي للجبهة من أجل اختيار خلف لمحمد عبد العزيز الذي توفي اليوم الثلاثاء.

وستكون فترة الأربعين يوما التي أعلنتها البوليزاريو كفترة حداد، مدة لحسم الصراع الدائر بين مختلف مكونات الجبهة، لاسيما أن الكثير من القياديين داخلها طامعون في منص الزعيم الوهمي الراحل.

أول المنافسين سيكون هو الطالب عمر الوزير الأول الذي تقف وراءه الأجهزة العسكرية الجزائرية والذي تسلم مقاليد  التسيير داخل تندوف بمجرد تدهور الحالة الصحية لعبد العزيز ودخوله في حالة غيبوبة، مصرحا لباقي الأعضاء أنه تسلم تفويضا من طرف الزعيم الوهمي الراحل.
ويعد الطالب عمر من الأعضاء المؤسسين للجبهة وعين رئيس وزراء جمهورية السراب الصحراوية منذ أكتوبر 2003 ، وهو مزداد بادرار سطف بالجزائر سنة 1951.

من جهة أخرى تبرز وزيرة الثقافة المسؤولة عن المساعدات الدولية خديجة حمدي كامرأة قوية كونها أرملة محمد عبد العزيز، وكانت تعمل منذ فترة طويلة على إعداد ابنها للخلافة.

وكانت عديد من التقارير قد أشارت إلى النفوذ الذي أصبح لابن عبد العزيز بسبب ضغوطات والدته حيث تم تعيينه قائدا عاما لوحدات التدخل السريع.

وكان الصراع قد احتدم بين عدة قياديين منذ اعلان مرض عبد العزيز ومن بين الأسماء التي تم ترشيحها لخلافته محمد لامين ولد البوهالي الحامل للجنسية الجزائرية والذي تمت إقالته مؤخرا من منصب الدفاع بسبب علاقاته مع التنظيمات الإرهابية بالمنطقة حسب ما راج من أخبار حينها.

والظاهر أن الاستخبارات والأجهزة العسكرية الجزائرية تعلم جاهدة كي لا يتطور التنافس إلى صراع داخلي يعصف بجمهورية السراب الصحراوي وبمشروعها في التوسع بالمنطقة، لذلك كانت تعمل باستمرار على اختيار من يحفظ مصالحها بالمنطقة.

 

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة