لماذا وهبي على رأس البام؟


بقلم : عبد الهادي مزراري
سألني البعض عن قرائتي للتحولات التي قد يشهدها الحقل السياسي والحزبي في المغرب، بعد انتخاب وهبي على رأس البام.
في الحقيقة، أريد لانتخابات الحزب ان تجري تحت شعار “أحزاب خارج خيمة الدولة”، والظاهر أن نتيجة تلك الانتخابات كرست هذه القاعدة بانتخاب وهبي الذي تعرف عليه الرأي العام المغربي بمواقفه الراديكالية من قيادة حزبه وأيضا بمعارضته لما يسمى “الدولة العميقة”.
كما تعرف الرأي العام المغربي على وهبي من خلال مدحه المستمر للزعيم السابق للعدالة والتنمية بنكيران، وهذا أمر يخلق لنا كائنا حزبيا فريدا من نوعه، لا بد ان يصلح لعملية ما ويعطي نتائج قد تكون مذهلة إذا نجح البام في تغيير أسلوبه في اللعب داخل المشهد الساسي.
يبدو ان الرهان على حزب الحمامة فشل قبل ان ينطلق السباق، وان أخنوش قد لا يحقق المعجزة بكسر ريادة حزب المصباح الذي يملك آلة انتخابية فتاكة عززها بتحويل مصالح الدولة إلى مصالح حزبية خلال عقد من السلطة. ولهذا قد تكون مهمة اخنوش مستحيلة خاصة في ظل استعمال الحزب للغة خشيبة متهالكة جلبت للحزب انتقادات أكثر مما قد تكون عززت صفوفه بمناضلين حقيقيين.
نظرة ثاقبة واحدة كافية لتوصل المتأمل في المشهد السياسي المغربي أن الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون بلا طعم ولو أنها ستكون طاحنة وان أي نتائج ستعيد الوجوه نفسها للعبة نفسها.
من جهته قد يكون الملك سئم العمل بدون حكومة حقيقية يعتمد عليها في حل مشاكل الشعب، وأن عملية خلق اللجن والمجالس العليا التي تناسل عددها لم يكن أمرا جيدا، وبالتالي فإن الإصلاح الحقيقي يجب ان يكون في المشهد الحزبي، إصلاحا يقود إلى بناء سلطة تنفيذية مسؤلة منبثقة من صناديق الاقتراع تعمل خارج المذهبية والولاءات والحسابات الضيقة.
انتخاب وهبي بصفته يمثل تيارا معارضا يتمتع بكاريزما الرجل المهاجم، قد يكون العمل المطلوب لجعل البام يلتمس الشرعية الشعبية منذ ولادته قبل 13 سنة، وإذا وضعنا في الاعتبار أن هبي يتقاسم مع بن كيران المواقف نفسها فإن انتخابه لقيادة الحزب في الانتخابات المقبلة ستكون عملية ناجحة للطرح والضرب، طرح نسبة كبيرة من اتباع الحمامة، واستقطاب نسبة مهمة أخرى من أصوات المتعاطفين مع القنديل الذي لم ير المغاربة منه إلا الدخان، وبالتالي سيكون مرشحا كوجه جديد قادر على استقدام وجوه جديدة لحزب ولد في العهد الجديد.
لا شك ان خطوات ما سيعلن عنها البام في الآتي من الأيام، ثمة أحداث مفاجئة سترافق هذه الخطوات ستذهل المغاربة وستسيل الكثير من مداد الصحافة وستكون مشوقة بلا شك، طابت أوقاتكم…

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة