هل تتوسط موريتانيا في قضية الصحراء؟


يرى بعض المراقبون و المتتبعين ثم أغلب المحللين لقضية الصحراء أن التحرك الذي قامت به موريتانيا بواسطة وزير خارجيتها إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي توجه إلى الجزائر بحر الأسبوع الماضي و هناك أستقبل من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، و سلمه رسالة من نظيره الرئيس الموريتانيا، هذه الرسالة التي كان ظاهرها توجيه دعوة للرئيس الجزائري لزيارة موريتانيا،لكن باطنها كما يرى المحللون أن الأمر كذلك لا يخلو من محاولة تدخل موريتانيا كوسيط في قضية الصحراء التي تتخذ منها موريتانيا كقضية حياد، بإعتبار هذا الملف قد شكل عثرة عثراء في وجه نشاط (إتحاد المغرب العربي) الذي بإمكانه أن يساهم في حل جميل من الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية،كما يرى المهتمون بأن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يعد من الدبلوماسيين المحنكين دوليا والذي يمكن أن يجد سبيلا لحلحلة هذا الملف الذي تكاد تكون بعض الأطراف الخارجية منها أوروبية و إفريقية (الجزائر) ترى بأن الحل لهذه القضية ستكون له تأثيرات على أوضاع بعض البلدان، و من بين مما زاد من تكهنات هؤلاء المحللين بالأمر و جعلهم يبنون تكهناتهم على نوع من اليقين هو زيارة وزير خارجية المغرب لموريتانيا بعد حوالي أسبوع من عودة وزير خارجية موريتانيا من الجزائر و إستقبال هذا الأخير من طرف رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية،كما أن تصريحات ولد الشيخ أحمد في الجزائر بعد لقائه بالرئيس الجزائري أن العلاقات الجزائرية الموريتانية ممتازة، واستراتيجية،كما أن وزير خارجية موريتانيا أكد خلال زيارته للجزائر أنها تضمنت تبادل وجهات النظر حول المزيد من التنسيق والتشاور في القضايا المغاربية ، وكذلك توسيع مجالات التعاون الثنائي وخاصة في ميادين التكوين المهني والطاقة والتبادل التجاري وتعزيز النقل البري بإتمام إنجاز الطريق الرابط بين مدينتي زويرات وتندوف”،وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
من جهة ثانية أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي و المغاربة في الخارج،المغربي خلال لقائه بالرئيس الموريتاني بإن رغبة العاهل المغربي هي “أن لا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية وإنما علاقة استثنائية بحكم ما يميزها من تاريخ ووشائج انسانية ومن حتى جوار جغرافي “.
جاء ذلك خلال استقباله من طرف الرئيس الموريتاني كما أن الوزير المغربي لم يخفي أن اللقاء كان مناسبة لإبلاغ الإرادة القوية للعاهل المغربي، في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات.
وأضاف “هناك وشائج بين المغرب وموريتانيا وأرضية صلبة قوامها العلاقات الإنسانية ووشائج الأخوة الثابتة بين الشعبين الشقيقين وكذلك التعاون في كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي والتجاري وغيرها والاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر حول مجموعة من القضايا.
ويخلد البلدان هذه السنة الذكرى الأربعين لاتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع 1970 بين المغرب وموريتانيا، والذي له اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى باعتبار الأخوة وحسن الجوار عنوانين أساسيين للعلاقة بين البلدين، وفق بوريطه.
وقال “نحن نمتلك لذلك الآليات والإطار القانوني وعلينا أن ننتهز السياق الإيجابي جدا في العلاقات الثنائية من أجل تفعيل الاتفاقيات والاستغلال بشكل أفضل لهذه الآليات حتى نحقق نتائج ملموسة ونرتقي بهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية يحس بها كل الفاعلين على جميع المستويات ويحس الشعبان الشقيقان بأنها شراكة مربحة للجانبين وتعود عليهما بالفائدة.
رغم هذه المؤشرات الظاهرة التي طبعتها الديبلوماسية إلا أن الأمور يبدوا تسير نحو وساطة موريتانية. كما أن وزير خارجية موريتانيا قيد أدى زيارة إلى المغرب خلال الشهر الماضي بما يوحي ان هناك شيئا ما يلوح في الأفق.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة