طماطم الداخلة و الوجه الآخر


من الناحية الشمالية لمدينة الداخلة وبالضبط قرب منطقة “تاورطة”، يمكن للزائر أن يشاهد أراضي شاسعة مغطاة بالبلاستيك و التي تحمل إسم الضيعة الفلاحية “تاورطة”
وفي حقيقة الأمر ما هي إلا ضيعة واحدة من مجموعة ضيعات لمجموعة فرنسية، هذه الضيعات التي أقيمت على مساحة تقدر بستين هكتارا وهي مختصة في انتاج الطماطم بالأساس، كما أن هذه االأراضي منحت بالمجان حسب بعض المعلومات بالإضافة إلى هذا أن المياه التي يتم بها سيق هذه الضيعات هو جوفي الذي يعتمد على أحدث التقنيات الزراعية ، وذلك باستخدام نظام للري يعتمد على تنقيط المياه، ناهيك عن الاعفاء من الضرائب والرسوم.
و حسب ذات المصادر فإن منتوج هذه الضيعات الذي يتراوح منتوجها ما بين 80 و 90 ٪ يخضع للتصدير إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وروسيا، فيما يوزع الباقي على بعض الأسواق التجارية الكبرى بالمغرب وحسب دائما ذات المصادر فإن أسعار هذا النوع الصغير من الطماطم جد مرتفعة بالأسواق الأوربية.
كما أن هذا المشروع، الذي أحدث سنة 2002، في إطار استثمارات مغربية فرنسية بجهة وادي الذهب، هو من أجل تشغيل أكثر من 200 عامل دائم، كما استفاد المشروع من المؤهلات الطبيعية التي تتميز بها المنطقة، ولا سيما مناخها المعتدل على امتداد السنة ومواردها المائية .
ويناهز إنتاج الطماطم في هذه الضيعات الفلاحية حوالي مائة طن في الهكتار الواحد، ويتم الجني بعد مرور نحو شهرين على إقامة المشتلات، ومن خلال التقنيات والوسائل المستعملة، تصبح الطماطم ناضجة وصالحة للجني الذي يتم مرة في كل يومين طيلة الموسم الذي يدوم سبعة أشهر في السنة.
غير ان هذا الوجه الاستثماري الذي يعتبر احدى مميزات القطب الفلاحي والذي تتم زيارته رسميا كقاعدة هامة لكل وافد الى الإقليم يخفي وراءه وجه اسود لحالة من البؤس الشديد للعاملين بهذه الضيعات فلا وجود لعمل نقابي لانه امر محظور و لا تعويضات عن الساعات الاضافية لا ضمان اجتماعي ، وأحيانا يتم قطع الأجور لفترات تتجاوز الشهرين .
العمال الذين التقاهم المصدر يتحدثون عن أمور أخرى ، حيث لم بخفوا وضعية السكن التي لا تتلائم و ما هو معمول به لإفتقادها ابسط الشروط الاساسية مثل التدفئة او الماء الى غير ذلك وينطبق نفس الشي على محلات إقامة النساء ، بعض العمال يتحدثون عن استنشاقهم للسموم نتيجة استعمال مبيدات لا يعرفون مصدرها ، كما لا يعرفون اين ترمى نفايات هذه الضيعات ، الغريب في امر هذه الضيعات انه لم تصرح قط بما تقدمه للجهة والجماعة التي تقع تحت وصايتها بنسبة الأرباح او الرسوم ، الأحداث الأخيرة كشفت الوجه المحظور بسبب احتجاج العمال الذين لايزال مستمرا ويبدوا انه سيعري ماكان مستورا.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة