مــــــــــــــدينة الوجع “الطانطان”

مدينة تنام بين أحضان جبال شامخة، تنتحب بصمت وغمامة حزن.. ترتسم على محياها هذا الصباح على من رحلوا.. ذكرى جمعة عاصفة..مدينة تحتضننا بدفء مفتقد..تحلم بفجر مشرق بعيد عن العواصف.طنطان مدينة الوجع، الألم والانتظار مدينة الحب والدفء المفتقد، مدينة احتضنتني صباحا ممطرا.. شممت رائحة الثرى المبتل فيها، انصهرت في عشقها ..

حكت أمي قائلة: فاض ألواد الذي يمر بطنطان قاسما إياها إلى ضفة غربية وشرقية،أيام ولادتك أيام ممطرة،أقف ألان أنظر إلى ذاك الركن الذي وضعتني أمي ساعة مخاضها في زاوية بيتنا حيث المطر يرسم لوحة دامعة على حيطان بيتنا المتواضع.

مدينة أرضعتني الشموخ، علمتني التحدي، علمتني أن أموت واقفة كالأشجار ولا أنكسر علمتني تجرع الوجع والألم بشموخ..طنطا ني بوجعها تأبى البوح..تصمت تحلم بغد آت.. طنطان الأم التي انتظرت طويلا عودة الأبناء.. الأم المعطاء تفتح صدرها من جديد لتمنحى الحب والدفء..طنطان وطن مبلل بعرق المعاناة الى من دفن في قلعة مجهولة،إلى من زجّ به وبهم في أقبية الظلام. طنطان سؤال محير وقلق يؤرقني،طنطان أطفال سرقت البسمة من شفاههم..أطفال اغتصبت براءتهم، أطفال حملوا هما وغما.

طنطان نساء جميلات ،نساء شامخات.. طنطان وجوه طيبة قلوب مفعمة بالحب والعطاء ..طنطان تحمل سرها وتكابر بجرحها طنطان امرأة من بلدي ملتحفة بسوادها الجميل، طنطان وجع السنين ،انكسار عمري في فجر مظلم..لكنك: يا طنطا ن شمخت ولم تنكسري رغم النسيان ،رغم جبابرة الليل ورغم الدهاليز وقلاع الظلام.. طنطان حبيبتي..ياوجعا لم أشف منه موجع ألمي تسكنني ياجرحا غائرا..ياحزنا جميلا وعشقا تائها..طنطان مدينة حب يختبئ بين سطور ذاكرة لا تموت.. تبعث من جديد..طنطان ألفة مكان وحنين.. أما آن لك أن تتشحي بالفرح بعد طول انتظار..أما آن للبسمة أن تشرق على شفتيك..اشتاق بسمتك ،دفء حضنك.. أما آن لنظراتك الرمادية أن تلمع أما آن لسفنك أن ترسو ببر الآمان بعد..؟أما آن للجراح أن تندمل يامدينة الحلم الجميل..؟  الشاعرة البتول المحجوب لمديميغ.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة