البوليساريو وقمع المعارضين بتهم التخابر مع المغرب.


لا تزال جبهة البوليساريو لم تستوعب دروس الماضي، ولا تملك عبقرية إيجاد حلول لما أصبح يطالب به الصحراويون في المخيمات قيادة “الهنتاتة” (كما يسمونها هناك)، هذه القيادة التي لم تجد أمامها سوى إلصاق تهمة التخابر مع المخابرات المغربية، لكل صوت مزعج لها ، كما فعلت في الثمانينات، حين أرادت التخلص من رواد القيادة ذووي المرجعية الشرعية، لدى الصحراويين، غير أولئك الذين أتت بهم رياح نظام العسكر الجزائري، لتضعهم على رؤوس اللأجئين الصحراويين بالمخيمات، من خلال مشهد سياسي ثابت يرفض التغيير، رغم شعارات الديموقراطية الفضفاضة، التي تلوكها أفواه قيادة الرابوني.
ففي الوقت الذي كونت جبهة البوليساريو، ما أسمته “لجنة التفكير”، ووضعت على رأسه، جلاديها القدماء الجدد، والقتلة الذين أزهقت أرواحهم، من دماء الصحراويين أكثر مما أخذته أتون الحرب، كما قمعت آلتها العسكرية، منتدى شبابي، تقدمي، مستنير، يبحث عن أفق غير الذي سوده رفاق إبراهيم غالي، وجعلوا سقفه خيما تناغي الحياة، منتدى اختاروا له من العناوين “منتدى الشباب الصحراوي من أجل الحل”.
حيث أقدمت قيادة جبهة البوليساريو قمع هذه الحركة بلا سبب، وسط  صمت مفزع لكل ما تسميه مؤسسات، ندوة “فكرية”، في خطوة وصفتها مصادرنا من داخل المخيمات، بـ“الحجر على التفكير”، و“محاكمة العقل”.
كما قامت قيادة البوليساريو، بتأجيج إعلامها ضد الشباب الذين كان يفترض بهم تنظيم الندوة، قبل قمعها، متهمة إياهم بالتخابر ضد الجبهة، مع المغرب.
و في هذا السياق قال الناشط الإعلامي، ومؤطر الندوة، محمود زيدان، على صفحته في الفيسبوك: أن الموقع المجهول و الذي يحمل زورا الإسم  “صوت الوطن”، قال يضيف المصدر: “بأنني قمت بجولة الى العاصمتين الموريتانية والسنغالية للالتقاء بضباط من المخابرات المغربية، للتخطيط لمشروع ما يهدف إلى التأسيس لمقاربة جديدة لإقناع الشباب بقبول مقترح الحكم الذاتي، كحل مرحلي ينهي نزاعا يقترب من زهاء نصف القرن”.
وأضاف زيدان، في تدوينته الفيسبوكية، بأن الموقع المذكور، عنون خبره بـ“مديرية الأمن الصحراوية تكتشف مخططا خطيرا للتشويش على هدوء المخيم”، متسائلا،  “لماذا مديرية الأمن لم تعتقلني لحد الساعة إن كان الخبر أكيداً و لديهم من الادلة كما يزعم الموقع، وفي الحقيقة إن هذه الجزئية إستخفاف برجال الأمن وإظهارهم بمظهر المشلول عن الحماية من المؤامرات الخارجية”.
وفي السياق، يرى الكثير من المتتبعين للقضية الصحراوية، أنه وبعد مرور أكثر من أربعة عقود، لا تزال جبهة البوليساريو تنهج نفس النهج، الذي استقته من حاضنتها الجزائر، في إشارة إلى رد النظام الجزائري على مطالب شعب المليون شهيد.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة