ترميم بناية بوادي إبن أخليل بطانطان تعود للمستعمر الإسباني تثير اللغط.

أكد مصدر من مدينة طانطان أن المجلس الإقليمي، قد قرر  تخصيص  ميزانية، لترميم إحدى ما يسمى بالمعالم التاريخية التي توجد بوادي إبن خليل، وذلك تعبيرا و عيا منه  بإهتماهه بالموروث الثقافي لأهل  الصحراء و إعادة الوعي لذاكرة الصحراء،هذا  الترميم  و الإصلاح  سيهم  معلمة  (الأنوار ) المغروسة  في  واد بن  اخليل ، و التي هي عبارة عن بناية على شكل سفينة   (باطو) و التي بدأت  تتآكل  وتندثر  من شدة صروف الدهر  المشكلة من وسائل التعرية كالأمطار  و الرياح، كما إعتبر المصدر ان الامر يعد كذلك جزء من مسرولية المجلس الإقليمي و ذلك في إطار المسؤولية بضرورة الحفاظ على هذا الموروث وذلك صونا للذاكرة التي يرى فيها المجلس الإقليمي أنها ذات أهمية لأجيال قادمة،كما إعتبرها ايضا  بأنها أرضية  صلبة و مرجع   للدارسين  و الباحثين  عن  الأصالة حسب تعبير المصدر . هذا في الوقت إستهجن الموضوع الكثير من المهتمين بالشان المحلي، ناهيك عن بعض من فعاليات المجتمع المدني بمدينة طانطان، الذين استغربوا ما سيقدم عليه المجلس و الذي لم يكلف نفسه عناء دعوة بعض أعيان و شيوخ الإقليم الذين عاصروا تلك المرحلة من حقبة  الاستعمار  الإسباني و الذين لا يزال الذين   الكثير منهم حي يرزق و بكامل قواه العقلية،وذلك من أجل  المشورة و معرفة حقيقة هذه المعلمة التاريخية كما يسميها المجلس،كما أعرب هؤلاء الذين إعتبروا أن ترميم هذه المعلمة التي لا يعرف حقيقتها سوى شيوخ و أعيان الإقليم و الأسباب الحقيقية التي دفعت السلطات الإسبانية لتشييد هذه البناية و التي تجسد بناية لسفينة بوادي بن أخليل، و التي لا ترضي سوى أصحاب الإستلاب الحضري. كما تساءل هؤلاء المهتمون و بعض من فعاليات المجتمع  عن حقيقة تمثيلية هذا المجلس الإقليمي هل هي لساكنة مدينة طانطان أم  لمرحلون لجزر  الكناري؟ وقد حاول هؤلاء الإشفاق على المجلس و ذلك من خلال إخباره و التزكية شهود تلك الحقبة التاريخية أن هذه السفينة قد تم بنائها سنة 1942 تحت إشراف حاكم إسباني  آن  ذاك يسمى “بينار” و الذي لذي كان يجيد التحدث باللهجة الحسانية، و كانت البناية مركزا  للضيافة  مجهزا بمسبح وحانة  للخمر   يتخذه  المسؤول  الحاكم مصدرا  لراحة  و للإستجمام لكبار الوفود الإسبانية القادمة من جزر الكناري مع خليلاتهم و كان المكان أيضا ذا أهمية بالغة للوقوف على نسبة تقدم الشأن السياسي بالمنطقة  حيث  عادة  كان هؤلاء يمكثون عدة أسابيع في  المرح  و الاستمتاع ظاهريا حتى تنتهي مهمة المراقبة،كما كان يتولى حراسة هؤلاء كبار السن من الصحراويين و كانوا يتخذون مكان بعيد عن المركز بأمتار معدودة حتى لا يضطلع هؤلاء الحراس على ما  يقع داخل  البناية، و إحتياطا   من  ردود  فعل ساكنة المنطقة التي تسمى أذراع الخيل و الذي كان عبار عن خيام كانت متناثرة هناك.   أما  الشبان  الصحراويين  فكان يمنع عليهم مطلقا الإقتراب من البناية التي هي على شكل سفينة إلى درجة أنه تم إحداث مجموعة من  الاكواخ  الخاصة   بالأمن العسكري الإسباني الذي المسمى  ( الترسيو) وذلك ذرءا لكل الطواريء التي قد تحدث في أي وقت ، و كان  يشرف على  هذه الكتيبة  ضابط  إسباني من رتبة  ملازم  أول يسمى ” بيوريا” أطلق عليه الصحراويون  إسم  “بوتشيشية”  نظرا  لتسريحة  رأسه  المتقدمة .

هذا  الحدث  الذي  ينوي  المجلس  الاقليمي  لطانطان  القيام  به   بخصوص  ترميم  البناية  محل  الذكر،إعتبره  الكثير من المهتمين بالشأن المحلي و بعض فعاليات المجتمع المدني بإنه يعد سابقة خطيرة لا تنم عن ثقافة أهل الصحراء و لا عن قيمهم الدينية ،كما كما دعا هؤلاء المجلس الإقليمي بأن يراجع قراره الذي لا يشرف المدينة و لا أهلها  و لا  يمكن أن يدخل  إلا  في خانة  تلويث   الموروث  الثقافي  الصحراوي   البعيد  عن  كل الشبهات حسب تعبيرهم. 

كما طالب هؤلاء من المجلس سحب هذا المشروع المشين للثقافة الصحراوية  ومميزاتها و ذلك خوفا لا قدر الله أن ينسل أبناء و أحفاذ المستعمرين السابقون ضمن زوار المواسم القادمة ليحيوا  ذكرى  أجدادهم   بالبناية  التي يعتبرونها  مفخرة   لارتباط الشخصية  الاسبانية  بالبحر اينما حطت الرحال تشرع في تشييد  السفن  و لو تجسيدها حجرا كما هو الحال بالنسبة لمدينة طانطان المغروسة فيها سفينة  “بينار” .     

محمد سالم الشافعي

لا تعليقات بعد على “ترميم بناية بوادي إبن أخليل بطانطان تعود للمستعمر الإسباني تثير اللغط.

  1. السفينة معلمة فنية عمرانية ومعمارية المشرف على تشييدها ركاردو وليس بينار وسنة احداثها 1941 وليس التاريخ المذكور
    جل المهتمين بتاريخ المدينة وتطورها العمراني طالبوا منذ سنين بترميمها واعادة الاعتبار لها بهدف استغلالها من جديد في مجالات ثقافية وتنموية مجدية عوض تركها تندثر ٠
    وفي الواقع فهي تحفة فنية تتطلب الانقاذ من الاندثار حفاظا على الذاكرة ومساهمة في رونق المشهد المعماري بالوادي ٠٠٠ والتحامل عليها تحامل منطلقاته بعيدة كل البعد من النظرة الحديثة للحفاظ على الاثار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة