قناة العيون أصبحت أداة لتلميع صور أشخاص،مما يستدعي تحصينها.

يبدو أن ردائة البرامج التي أصبحت تقدمها قناة العيون الجهوية لمشاهديها قد وصلت مرحلة كبيرة من التدهور الشيء الذي جعل الكثير من المهتمين بالشأن الإعلامي والموروث الشعبي الحساني يشجبون هذا التدهور في ردائة  البرامج التي أصبحت تقدم للمشاهد بالأقاليم الجنوبية و الدول المجاورة، حيث أصبح الدوس على الموروث الشعبي مما يجعله عرضة (الموروث الشعبي) العبث و الطمس و تحريف مبادئه الحقيقية، و التي أصبحت تتجلى في الكثير من المهرجانات التي أصبحت تتخذ عناوين من الموروث الشعبي دون الإلتزام بما تعنيه كمهرجان (أكبار) و مهرجان (تاغروين) هذه الأسماء التي تحمل دلالات كبيرة في الموروث الحساني و بالرغم من ذلك فقد أصبحت هذه الأسماء جزء (السطو) و تشويه التراث الحساني و إدخاله في خانة (التسول) من طرف جمعيات للحصول على دعم مادي، وفي هذا السياق فقد عبر عن هذا الإنحطاط الإعلامي الذي كان يشغل سابقا منصب رئيس قسم الأخبار ورئيس مصلحة البث والبرمجة بقناة العيون ، و الذي كان من بين الذين وضعوا الحجر الأساس لمكتب القناة بجهة كلميم السمارة كأول مسؤول على المكتب،من خلال تدوينة على صفحته الرئيسية في الفيسبوك، حيث عبر عن أسفه لما ٱلت إليه قناة العيون .

مضيفا أن الوقت قد حان لتقييم تجربةقناة العيون  من أجل إعادة التوهج الذي فقدته وجعلها فضاء للحوار والتعبير الحر عن الرأي وفق ما يضمنه الدستور، ووضع حد للاستغلال الذي تتعرض له من طرف بعض المسؤولين والمنتخبين والفعاليات السياسية والمدنية الذين حولوا هذه المؤسسة العمومية لأداة لتلميع صورهم بفرض حضورهم الشبه الدائم على شاشتها في شبه احتكار لها، وهو ما يستدعي العمل على تحصينها من كل أشكال الاستغلال.

كما نوه بحجم مابذله العاملون بالقناة على امتداد سنوات في اداء عملهم متسلحين بالتفاني والإخلاص والسهر على استمرارية المؤسسة رغم الإكراهات والضغوطات قبل أن يدق ناقوس الخطر، وهو ما أحسوا به على حد تعبيره قبل ثمان سنوات مما انعكس على مسار لا يتماشى مع ما رسم لها سابقا يضيف.

الإعلامي قارب أيضا رؤية ذاتية تشخيصية لحاضر القناة ووضعها الحالي الذي كانوا قد نبهو له قبل ثمان سنوات، و يضف قائلا : وها نحن اليوم نعاين الوضع الذي آلت إليه القناة، وهو الوضع الذي تم التنبيه له في غشت 2010 لتوجه لهم تهم التخوين والانفصال والاغتناء على حساب القناة وغيرها من التهم الجاهزة والمعدة مسبقا.

كما وضع الإعلامي السابق بالقناة، نقاط محورية لإخراج القناة من زخم الأعطاب التي ألمت بجسمها مؤكدا على تبنيها لإعادة القناة للمسار الصحيح ومن بينها:

– إعادة الاعتبار للعاملين بالقناة بتمكينهم من التكوين وتحسين ألوضعية المادية للتقنيين والصحفيين .

– تعزيز القناة بكفاءات بشرية ذات تكوين عال.

– تفعيل الإنتاج الداخلي.

– توقيف جميع برامج القناة القديمة التي مل منها المشاهد وإبداع أفكار برامج جديدة قادرة على استقطاب جمهور واسع خاصة من الاطفال والشباب التي تعد من الشرائح التي لم تهتم بها القناة.

– القطع مع تجربة إنتاج برامج من طرف شركات الانتاج وحصر تنفيذ الانتاج على الدراما.

– استقلالية القناة إداريا وماليا.

– زيادة ساعات البث بشكل يتوافق مع الإمكانيات البشرية والمادية.

– إدماج القناة ضمن مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وتمكينها من الإمكانيات المالية والموارد البشرية باعتبار الإعلام فاعل أساسي في أي مشروع تنموي.

يذكر أن قناة العيون تعد أول تجربة لقناة جهوية بالمغرب موجهة للأقاليم الجنوبية وساهمت في تنوير ساكنة مخيمات تندوف وكانت السبب في اتخاذ المئات من هؤلاء لقرار العودة بشكل جماعي أو فردي للوطن الأم بعد أن اطلعوا على التنمية والتطور الذي عرفته الأقاليم الجنوبية للمملكة.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة