نبذ العنف والقتل والتدمير والسعي للتعايش السلمي وفهم الدين فهما صحيحا من خلال الخطاب الالهي بالرجوع الى القران كمصدر تشريع.

مرة أخرى يجرد الداعية الكبير والمفكر الجليل علي محمد الشرفاء قلمه لمحاربة التطرف ونبذ الغلو و الفتن والقتال والتناحر  وسفك الدماء باسم الإسلام –دين التسامح والرحمة وحفظ الجار والرأفة بالفقير واليتيم والمرمل والرفق بالحيوان والدواب.

خصال استؤثر بها الإسلام دين السلام ولكن الانقلاب القوي الذي حصل على الكتاب وهجره والسير لهاثا وراء الروايات  المضللة و الاسرائيليات والسموم التي تنفث في هذا الدين جعلت غالبية المسلمين يحيدون عن جادة الصواب بحسب تعبير المفكر الشرفاء.

فقد أشاعوا الفتن ورفعوا رايات الجهاد المرادفة للقتل  ولكن القواعد التي رسم الله للحرب والدفاع عن الأهل والمال والعرض والأرض قواعد  واضحة جلية فقد حرم الله قتل النفس (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)  ولهذا يوضح علي محمد الشرفاء “أن الله سبحانه لا يريد لعباده القتل بسبب العقيدة والعبادة فهو سبحانه القاضي وحده على الناس، والتشريع الإلهي ليس موجها لقوم غير قوم او لأصحاب ديانة دون أخرى إنما هو عام للناس جميعا والله تعالى منح الحرية المطلقة للناس في اختيار العقيدة التي يتعبدون بها دون إكراه أو فرض”

وقد قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) النساء 29

وقد قال تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثير منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون)المائدة 32

كما رسم حدودا واضحة للتعامل مع الأسرى حين قال (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)البقرة 190)

وهي الآية التي تعتبر المرجع الوحيد لكل حالات القتال حسب المفكر الاسلامي علي محمد الشرفاء.

فقد  حدد  الله مصير الاسرى و التعامل معهم في الآية “فإما منا وإما فداء ” وبهذه الروح العالية والتعامل الراقي ينظم الإسلام طريقة القتال في سبيل الله لصد الهجمات والدفاع عن الأرض والعرض والمال والأهل والتعامل مع الأسرى بكل احترام وتقدير يصون الكرامة ويحفظ ماء الوجه.

ومن هنا يضع علي الشرفاء الاصبع على الوجع و يبين الخطأ الفادح  وهو أننا لا نرجع إلى القرآن في تعاملنا مع هذا الدين وهذه الرسالة.

وأننا نختزل الإسلام في الفرائض من شهادة وصلاة وصوم ودفع زكاة وحج دون أن نفكر في مآلات وأغراض الشريعة من ذلك فكل شعيرة بنيت لتجاوز أمراض في النفس والقلب ومغالبة الهوى والسعي إلى مرحلة التهذيب والتطهير من الأدران حتى تصبح  النفس مؤمنة بربها حق الإيمان ساعية إلى مرضاته بالعبادات التي خلقنا من أجلها وبذلك تتحقق سعادة العبد الغامرة في الدنيا والآخرة.

ولكن الخطاب الديني الذي يقف بالمسلم عند عتبة الروايات لا يتجاوزها إلى القرآن والتعامل معه فكريا وفهمه فهما صحيحا هو الذي أدى إلى تراجع المسلمين وفقرهم علميا وعمليا فعلى المسلمين الرجوع إلى القرآن وقراءته وفهمه وتدبره حتى يخرجوا من  الواقع المزري وحتى يتمكنوا من فهم الحقائق والمبادئ التي ينادي بها الإسلام كالصدق والإخلاص والعمل والوفاء والتفاني في تحصيل العلم وتوظيف الوقت وكسب المعارف ومغالبة  الهوى و النفس الامارة بالسوء والإيثار ومساعدة الضعفاء واحترام الآخر والسعي من أجل التعايش السلمي وهي لعمري أمور إن فهمها المسلمون حق الفهم فسيتمكنوا من تغيير واقعهم ليحتلوا مكانتهم الرائدة بين الركب الأممي.

هذه الآراء وهذه الأطروحات تجدها مبثوثة مسترسلة في مقالات المؤلف وكتبه وخطاباته الدعوية الاصلاحية  حيث سخر قلمه لمحاربة الدخيل والشوائب والترسبات الناتجة عن مسار الدين في صيرورته و حركيته التاريخية و الافراط في الترحيب بالروايات وهجر القران كخطاب الهي موجه لكافة البشرية القران الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه….. خطاب المفكرالشرفاء غاية في الشرعية و غاية في المدنية مرجعيته القران كنص قطعي ليصلح الحال و المآل.

بقلم الدكتور والأستاذ الجامعي محمد ولد الرباني نواكشوط

محمد سالم الشافعي

لا تعليقات بعد على “نبذ العنف والقتل والتدمير والسعي للتعايش السلمي وفهم الدين فهما صحيحا من خلال الخطاب الالهي بالرجوع الى القران كمصدر تشريع.

  1. ذالك ما أشار إليه الباحث و المفكر الأستاذ الدكتور محمد شحرور و اللذي قضى ما يناهز نصف قرن من البحوث في شتى التخصصات مكملة كالانتربلوجيا،اللسانيات،التاريخ و جغرافيته…..و في تخصصات أخرى لا حصر لها و من يبين مؤلفاته على الدكر لا الحصر(الكتاب و القرآن مند سنة 1990…. الى فقه المرأة و تحو تجفيف منابع الإرهاب في سنة 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة