عصرنة (الملحفة) ضرب لقيم المجتمع الصحراوي.

“تسعة أذرع” هي عدد “الأمتار” التي كانت تعرف عند المجتمع الصحراوي أو أربعة أمتار و نصف من الثوب كما هو متعارف عليه حاليا،و كانت الملحفة سابقا غير متوفرة بالشكل الحالي حيث كان نوعين هما السائدين في غالب الأحيان “أبيض وأسود” و الغالب هو الثوب الأسود الذي يدعى (النيلة) و الذي يحمل “صباغة” تميل إلى اللون الأزرق كلما تم تنظيف الجسد منها و كان هذا النوع هو الوحيد السائد عند مجتمع “البيظان” أي المجتمع الصحراوي، هذا النوع من (ملحفة النيلة) له أسباب ارتداءه منها المحافظة على التقاليد (التستر)، وحفظ البشرة من صعوبة طقس الصحراء الجاف والحار، وكذلك ربما أنه لم يكن هناك سوى هذا النوع في غياب معامل لإنتاج أنواع أخرى من (الملاحف) الشيء الذي جعل هذا المجتمع الصحراوي خصوصا نسائه يخترن هذا النوع من اللباس الذي يدخل في منظومة إسلامية  تحافظ على بعد هذا المجتمع الصحراوي في الحفاظ على ما أمرت به الشريعة في حق المرأة (عدم التبرج)، متمسكة في ان واحد بالكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بتعاليم الدين وأعراف المجتمع، بما في ذلك زيها المتميز المعروف بـ”الملحفة”، وهي عبارة عن ثوب طوله أربعة أمتار، وعرضه في حدود متر وستين سنتيمترا، تلبسه المرأة الصحراوية من مجتمع “البيظان” الذي ينتشر أفراده أيضا موريتانيا و في شمال جمهورية مالي وجنوب غرب الجزائر وفي وجنوب المغربي من المملكة.من هنا نجد أن الملحفة لا تقبل التجديد إلا من ناحية نوعية الثوب أو اللون،  لكونها إرث ثقافي وزي تقليدي نسائي رسمي يجمع بين جمالية الشكل وتناسق الألوان، فهي رمز لهوية وانتماءها و أي تجديد و تطوير بخصوص هذه (الملحفة) يعد ضري للموروث الشعبي و لهوية مجتمع البيظان و محاولة لتفكيك قيمه و أخلاقه التي تأثرت كثيرا بالتمدن لأن الأمم أخلاق فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة