الكركرات…. وتتواصل الاستفزازات

تعود قضية “الكركرات” إلى تاريخ 11 غشت 2016 ، عندما قامت القوات المسلحة الملكية المغربية بعملية تمشيط للمنطقة التي تسمى “قندهار”، الواقعة بالكركرات، من أجل تطهير المنطقة من السيارات المتخلى عنها والحد من فوضى التهريب والاتجار في المخدرات، التي تطورت إلى الاتجار في الأسلحة.

العملية، التي لم تستسغها جبهة البوليساريو، واعتبرتها خرقا من جانب المغرب بالمنطقة، جاء بموجبها الرد حاسما من نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة “فرحان حق” بتاريخ 18 غشت 2016 ، حيث قال إن: “المينورسو لم تلاحظ أي تغيير في الوضع القائم”، كما أن قضية الكركرات؛ أظهرت الانزعاج الكبير لجبهة البوليساريو التي بدأت تشعر بتضييق الخناق عليها الشيء، ما دفعها إلى منع شاحنتين كانت إحداها تحمل رسما للعلم المغربي والى جانبه شعار الاتحاد الأروبي. بينما الثانية كانت تحمل خريطة المغرب من طنجة إلى لكويرة، حيث منعت الجبهة الشاحنتين من المرور من المنطقة العازلة التي تسمى “قندهار” في إتجاه موريتانيا ودول جنوب الصحراء، وحسب مصادر من عين المكان، فقد تعرض سائق شاحنة، قبل يومين، الابتزاز، حيث تم سلبه مبلغا ماليا وتم تفتيش شاحنته.

وقد عملت عناصر “البوليساريو” المتواجدة بالمنطقة على تصوير هذه العملية، وتسريب هذا المقطع المصور من أجل بث نوع من الخوف في صفوف مستعملي هذا الطريق. وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لجريدة “الصحراوي انفو”، فإن “الأجواء جد عادية”، لكن، تضيف المصادر ذاتها، أن الكثير من المواطنين ومستعملي هذه الطريق “يعتبرون أن الأمر استفزازي”، مطالبين بعثة “المنيرسو” التي ترابط بهذه النقطة، والتي كانت قريبة من الحدث أن تتحرك من أجل وقف مثل هذه التصرفات .

و حسب ما أفادت به مصادر الجريدة من عين المكان فإن “الوضعية جد طبيعية وانسيابية المرور على هذه المنطقة من و إلى موريتانيا وباقي الدول الأفريقية تمر في ظروف عادية”. كما ثمن الكثير ممن اتصلت بهم الجريدة مكالمة جلالة الملك مع الأمين العام الأمم المتحدة وما تضمنه بلاغ الديوان الملكي بخصوص هذه النازلة. وتساءلت الأوساط الشعبية بالأقاليم الجنوبية عن سر إبتكار مثل هذه العمليات التي يعتمد عليها جيش البوليساريو الإعلامي، حيث يتم تسريب صور وفيديوهات، كل هذا من أجل خلق توترات على مستوى الكركرات، وخصوصا نقطة “قندهار” التي أصبح أفراد ما يسمى بجيش البوليساريو يعمدون إلى استخلاص “إتاوات” بها، من أجل حراسة بعض السيارات العابرة لهذه الطريق، والتي لم تعد موريتانيا تقبلها من ناحية قدمها، إلى حين تهريبها. كل هذه الأمور تضع قيادة البوليساريو تحت المجهر من طرف المنتظم الدولي، وبالخصوص بعثة المينورسو التي يراقب بعض من أفرادها هذه النقطة.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة