الجولة الثالثة و الأخيرة : صراع الدائرة الضيقة سعيد VS صالح

تفيد التقارير أن الجزائر ستشهد حربا كبيرة بين التحالفات الكبرى التي تشكل قوة الدولة الجزائرية، وذلك بسبب مسألة خلافة الرئيس، في حال تدهورت صحته أو توفي، مؤكدة أن كل الثغرات في هذه السلطة الهشة ستظهر في الأيام القادمة.

   فخلال أحد الاجتماعات السرية العسكرية، التي ستقرر مستقبل الجزائر، طُلب من سعيد بوتفليقة، الخليفة المرجح لنيل منصب الرئاسة، مغادرة الغرفة قبل أن يبدأ النقاش.

وتجدر الإشارة إلى أن اللواء عبد الغني هامل، الذي عينه عبد العزيز بوتفليقة على رأس جهاز الشرطة، قد رفض سعيد كمرشح بديل بدعم من الجنرال قايد صالح.

وذكرت بعض المصادر أن تحالف بوتفليقة قام بتعيين مدير جديد لدائرة الاستعلام والأمن (المخابرات)، وهو بشير طرطاق، خلفا للجنرال توفيق، لكنه واجه العديد من العقبات التي وضعها الجنرال قايد صالح في طريقه، حيث يبدو أن تعيينه لهذا المنصب لم يلق استحسان الجنرال صالح، وقد بدا ذلك واضحا خلال الحفل الرسمي الذي عقد يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث رصدت بعض القنوات الخاصة صورة للجنرال صالح وهو يلقي السلام ببرودة على طرطاق. 

كما أن محاولات طرطاق الأخيرة لإعادة بعض المتقاعدين الشباب لدائرة المخابرات، مثل اللواء علي بن داوود، الذي شغل لمدة 15 سنة مديرا لأجهزة الأمن الجزائرية في جنيف وباريس، والعقيد علي بن قدة، المتقاعد منذ عدة سنوات، قوبلت برفض قاطع من قبل الجنرال صالح.

كما  أنه خلال الصيف الماضي حاول سعيد بوتفليقة تدبير محاولة انقلاب ضد الجنرال صالح، لكن رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري استطاع إحباطها عن طريق تنصيب “بن علي بن علي” قائدا جديدا للحرس الجمهوري ومسؤولا عن أمن الرئيس بوتفليقة.

كما  من وسائل الإعلام الجزائرية تروج لفكرة مفادها أن أيام الجنرال صالح في رئاسة الأركان أصبحت معدودة، وهذا ما ذكرته صحفية من جريدة “الوطن” تدعى سليمة تلمساني، وتلقب “بالجنرال” في أروقة الصحافة الجزائرية، كما تعرف بعلاقاتها الوطيدة التي تربطها ببعض العناصر من دائرة الاستعلام والأمن. وردا على هذه الأخبار، حذّر رئيس الأركان من “النوايا الخبيثة” للمحيطين ببوتفليقة، مؤكدا أنه سيبقى في منصبه على الرغم من أنه يبلغ من العمر 82 سنة.

وأفادت المصادر أن المنافسة على السلطة الجزائرية بين كل من سعيد بوتفليقة والجنرال صالح جعلت المال في مواجهة السيف. إذ أنه تم التوصل في السابق إلى تسوية بين مراكز القوى في الجزائر بعد الثورة الصامتة التي شهدتها الساحة السياسية في صيف سنة 2015، والتي تم في أعقابها تفكيك دائرة الاستعلام والأمن. فعلى الرغم من الدعم الذي حظي به فريق الرئاسة من رجال أعمال الأثرياء من أجل إفشال مساعي الجيش، إلا أنها لم تتمكن من هزيمته وحدته.

وأضافت نفس المصادر أن سعيد بوتفليقة طلب مساعدة الرئيس السابق، الأمين زروال، خلال الزيارات العديدة التي أجراها إلى ولاية باتنة خلال الصيف، والتي حاول أيضا من خلالها عقد بعض التحالفات الجديدة مع كبار الشخصيات من جبال الأوراس.

وأشارت ايضا إلى أن الرئاسة الجزائرية استفادت كثيرا من الدعم الفرنسي خلال تفكيك دائرة الاستعلام والأمن. في المقابل، قدمت السلطات الجزائرية دعما للجيش الفرنسي خلال “عملية سرفال العسكرية” التي قادها في مالي. ولكن، من المحتمل أن تكون لنهاية ولاية فرانسوا هولاند في فرنسا تداعيات خطيرة على فريق بوتفليقة.

وفي الختام، بيّنت المصادر أن “العديد من الأطراف كانت قد صرحت منذ فترة طويلة أن الدولة لا تمتلك جيشا، بل الجيش هو المهيمن على الدولة، ولكن اليوم يمكن القول إنه قد حان الوقت لهيئة الأركان الجزائرية أن تُعد لانتقال ديمقراطي حقيقي من شأنه أن يعيد هيبة الجيش الذي تم تدريبه لمواجهة أحداث تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1988، ومنذ سنوات القمع المظلمة التي عاشها الشعب الجزائري.

محمد سالم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: هذا المحتوى محمي من القرصنة